صوت الحق
أخبار أزواد

أزواد: جرائم حرب ممنهجة بقيادة مرتزقة فاغنر والجيش المالي في إنتبظاظ وأماسّين

كيدال، أزواد – 28 يناير 2025 تشهد مناطق أزواد، ولا سيما قريتا إنتبظاظ وأماسّين في إقليم كيدال، حملة عسكرية وحشية تنفذها قوات الجيش المالي بدعم من مرتزقة فاغنر الروس، خلفت دماراً واسعاً وانتهاكات جسيمة بحق المدنيين. ففي 27 يناير 2025، اقتحمت القوات قرية أماسّين (45 كيلومتراً غرب كيدال)، وأعدمت أربعة مدنيين عُزَّل، قبل أن تتوجه إلى إنتبظاظ، حيث اغتالت شيخاً مسنًّا، وأحرقت عشرات المتاجر، ونهبت الممتلكات العامة والخاصة، مخلفة وراءها واقعاً إنسانياً كارثياً. 

جرائم ممنهجة وإرهاب ممنهج

لا تُعتَبر هذه الهجمات سوى حلقة في سلسلة انتهاكات متصاعدة تشهدها أزواد منذ تدخل مرتزقة فاغنر عام 2021، والتي تستهدف بشكل ممنهج مجموعات الطوارق والعرب والفلان. وتشير تقارير محلية ودولية إلى أن هذه العمليات تُرتكب في إطار سياسة “التطهير العرقي”، تهدف إلى إفراغ المنطقة من سكانها الأصليين واستبدالهم بجماعات من جنوب مالي، عبر الترهيب والتهجير القسري والقتل خارج القانون. 

صمت دولي وواقع مأساوي

يعيش آلاف المدنيين تحت وطأة الرعب، وسط غياب أي حماية دولية، حيث تُتهم السلطات المالية وحلفاؤها الروس بتحويل أزواد إلى ساحة لجرائم حرب لا تُحاسب. وتطالب منظمات حقوقية بإجراء تحقيقات عاجلة وتدخل دولي لوقف هذه الانتهاكات، لكنَّ استمرار التعتيم الإعلامي وتواطؤ بعض الأطراف الإقليمية يُفاقم من معاناة السكان، الذين يدفعون ثمن صراعات جيوسياسية تتجاوز حدودهم. 

هذا الواقع يطرح تساؤلات ملحّة حول دور المجتمع الدولي في حماية المدنيين، ومصير منطقة تتحول جرائمها إلى نموذج صارخ لإفلات القوى الأمنية والمرتزقة من العقاب.
Slide Up
x

صحفي مستقل

أنا صحفي مستقل متخصص في تغطية الأحداث والقضايا الاجتماعية والسياسية في دول الساحل وأزواد. أركز على تسليط الضوء على التحديات الأمنية، حقوق الإنسان، والتنمية الاقتصادية في المنطقة. أسعى لتقديم تقارير موضوعية تعكس صوت المجتمعات المحلية وتساهم في زيادة الوعي الدولي حول القضايا الملحة التي تواجهها هذه المناطق. من خلال استخدام وسائل الإعلام التقليدية والرقمية، أعمل على توثيق التجارب الإنسانية وتعزيز الحوار حول الحلول المستدامة.

مقالات ذات صلة

اترك رد

error: Content is protected !!