مالي: مقتل قائد الدرك المالي في كونا و نائبه وعدد من الجنود بعد تفجير سيارتهم.

مالي تعيش على وقع تصعيد خطير للهجمات الجهادية التي تستهدف القوات المسلحة، في ظل غياب أي سيطرة حقيقية من قبل السلطات في باماكو، التي لا تزال تردد شعارات السيادة رغم انعدامها على أرض الواقع.
في أحدث هذه الهجمات، استهدف انفجار عبوة ناسفة سيارة تابعة لقوات الدرك في مدينة كونّا، الواقعة في إقليم موبتي، مما أسفر عن مقتل أربعة عناصر من الدرك، من بينهم قائد الفرقة ونائبه. وتأتي هذه العملية في سياق تصاعد الهجمات التي تشنها جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، الفرع المحلي لتنظيم القاعدة، والتي وسّعت نطاق عملياتها لتشمل وسط البلاد وضواحي باماكو.
هجمات متصاعدة وسيادة وهمية
رغم الخطابات الرسمية التي تتحدث عن “السيادة الوطنية”، فإن الواقع على الأرض يثبت العكس تمامًا. الجماعات الجهادية تفرض نفوذها بشكل متزايد، ليس فقط في ماسينا ومنطقة موبتي، ولكن حتى في المناطق القريبة من العاصمة باماكو، وهو ما يكشف عن الانهيار الأمني الكبير الذي تعاني منه البلاد.
في سياق متصل، أعلنت جماعة نصرة الإسلام والمسلمين مساء اليوم الجمعة 24 يناير 2024 عن تنفيذ كمين معقد استهدف الجيش المالي ومرتزقة فاغنر بين باندياجرا وبنكاس، في استمرار للهجمات التي تهدف إلى استنزاف القوات الحكومية وشركائها الروس.
مالي في مأزق أمني خطير
الهجوم الجديد في كونّا والكمين الذي استهدف القوات المالية ومرتزقة فاغنر يؤكدان أن الوضع في مالي يزداد تعقيدًا، وسط عجز السلطات عن فرض الأمن أو استعادة السيطرة على المناطق التي خرجت عن نفوذ الدولة. ومع استمرار هذه الهجمات، يبقى السؤال مطروحًا: إلى متى ستظل باماكو تتحدث عن سيادة مفقودة، بينما البلاد تغرق أكثر فأكثر في مستنقع العنف؟