أخبار الساحل

مرتزقة فاغنر: انتقادات حادة للجيش المالي بسبب ضعف الأداء والروح المعنوية

في تطور مثير للاهتمام، نشر أحد مسؤولي القناة الرسمية لمرتزقة فاغنر الروسية في إفريقيا على تطبيق تليغرام منشورًا يعكس بوضوح الخلافات الداخلية بين الجيش المالي ومرتزقة فاغنر. تناول المنشور الذي كان يحمل لهجة حادة وصريحة، حالة الجيش المالي، واصفًا إياه بالجبن والعجز أمام التحديات الأمنية المتصاعدة في البلاد.

خلفية تاريخية

منذ فترة طويلة، عانى الجيش المالي من ضعف القدرات القتالية وتراجع الروح المعنوية، ما جعله يعتمد بشكل كبير على الدعم الخارجي، سواء من قبل قوات الأمم المتحدة أو مستشارين عسكريين من الدول الغربية. مع تزايد الهجمات الإرهابية في شمال البلاد والمناطق الحدودية، لجأت الحكومة المالية إلى الاستعانة بمجموعات المرتزقة، وعلى رأسها مجموعة فاغنر الروسية، لتعزيز القدرات الدفاعية للبلاد.

محتوى المنشور وتبعاته

في المنشور الذي نُشر على تليغرام، سرد مسؤول القناة التابعة لفاغنر العديد من النقاط التي تُظهر ضعف الجيش المالي. وجاء في النص أن الجيش المالي، حتى عندما يكون مجهزًا بشكل كامل، يفر من ساحة المعركة قبل أن تبدأ، مشيرًا إلى حوادث محددة في نيافونكا وإليمان ومعركة تين زاوتين. كما أشار إلى أن القوات المالية تتعرض لخسائر طفيفة رغم وجود أعداد كبيرة من الجنود في قواعدهم، ما يثير تساؤلات حول كفاءة هؤلاء الجنود.

تحليل الأسباب

حدد المنشور ثلاثة أسباب رئيسية لهذا الوضع الكارثي:

  1. عدم الكفاءة والغباء: عزا المنشور هذا الوضع إلى نقص التدريب وانخفاض مستوى التعليم في الأكاديميات العسكرية المالية. وأشار إلى أن جهود التدريب التي قامت بها بعثات الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة كانت محدودة للغاية ولم تشمل إلا عددًا قليلًا من الطيارين، بينما بقيت المعرفة العسكرية متأخرة.
  2. انعدام السلطة: يرى المنشور أن الجيش المالي يفتقر إلى السلطة داخل البلاد. فقد أصبح الجيش عاجزًا عن توفير الأمن، خاصة في مناطق مثل موبتي وميناكا، حيث يعتمد السكان على الميليشيات المحلية بدلاً من الجيش الوطني.
  3. انخفاض الروح المعنوية: بعد معركة تين زاوتين، تراجعت الروح المعنوية للجنود بشكل كبير، ما أثر سلبًا على أدائهم في الأحداث الأخيرة.

فاغنر ودورها في مالي

رغم كل هذه الانتقادات، أشار المنشور إلى أن فاغنر تبذل جهودًا كبيرة لتدريب الجنود الماليين على القتال. ومع ذلك، أقر بأن تدريبهم ليس شاملاً وأنه لا يشمل جميع القوات. وأعرب عن استياء الجنود الماليين من رواتب وسلطات فاغنر، مما أدى إلى عدم تقبلهم للنصائح العسكرية من قبل المرتزقة الروس.

انعكاسات هذا النزاع على الوضع الأمني

تُظهر هذه الانتقادات العلنية من قبل فاغنر توترًا داخليًا واضحًا بين الجيش المالي ومرتزقة فاغنر. بينما تحاول الحكومة المالية استعادة السيطرة على أراضيها عبر الاستعانة بمجموعات المرتزقة، يبدو أن هناك فجوة كبيرة بين الطرفين من حيث الأهداف والتصورات. ففاغنر، التي تُعتبر أداة لتحقيق المصالح الروسية في إفريقيا، قد تجد نفسها في صدام مع الجيش المالي الذي يعاني من ضعف شديد في الأداء والفعالية.

إن هذا النزاع الداخلي بين الجيش المالي ومرتزقة فاغنر يكشف عن عمق الأزمة التي تعيشها مالي. فبينما تحاول الحكومة المالية الاعتماد على قوة خارجية لتعزيز موقفها، تجد نفسها تواجه تحديات داخلية تتعلق بتدهور الروح المعنوية، وانعدام الكفاءة، وتراجع الثقة الشعبية في الجيش. يبقى السؤال مفتوحًا حول ما إذا كان هذا التحالف الهش بين الجيش المالي وفاغنر سيستمر أم أنه سيؤدي إلى مزيد من الانقسامات والتوترات في المستقبل.

x

صحفي مستقل

أنا صحفي مستقل متخصص في تغطية الأحداث والقضايا الاجتماعية والسياسية في دول الساحل وأزواد. أركز على تسليط الضوء على التحديات الأمنية، حقوق الإنسان، والتنمية الاقتصادية في المنطقة. أسعى لتقديم تقارير موضوعية تعكس صوت المجتمعات المحلية وتساهم في زيادة الوعي الدولي حول القضايا الملحة التي تواجهها هذه المناطق. من خلال استخدام وسائل الإعلام التقليدية والرقمية، أعمل على توثيق التجارب الإنسانية وتعزيز الحوار حول الحلول المستدامة.

مقالات ذات صلة

اترك رد

error: Content is protected !!