هجوم عنيف يودي بحياة 28 جنديًا في شمال بنين: تصاعد التهديد الأمني في غرب إفريقيا
في تصعيد خطير للوضع الأمني في بنين، أعلن “جماعة نصرة الإسلام والمسلمين” (JNIM) التابعة لتنظيم القاعدة مسؤوليتها عن الهجوم الذي أودى بحياة ما لا يقل عن 28 جنديًا بنينيًا في شمال البلاد يوم الأربعاء الماضي. الهجوم وقع قرب الحدود مع النيجر وبوركينا فاسو، في منطقة تعرف بتزايد التوترات الأمنية والهجمات الإرهابية المتكررة.
تفاصيل الهجوم
بحسب بيان صادر عن الجماعة الإرهابية، شنّ عناصرها هجومًا على موقع للجيش البنيني في منطقة أودا بمحافظة كريما. وأفاد البيان أن العملية أسفرت عن مقتل أكثر من 30 جنديًا. وعلى الرغم من ذلك، لا تزال المصادر العسكرية البنينية تؤكد سقوط 28 جنديًا حتى الآن، مشيرة إلى أن الحصيلة قد ترتفع بناءً على حالة الجرحى الذين يتلقون العلاج.
وجاء في البيان الصادر عن مؤسسة الزلاقة ” بعون من الله وتوفيقه، وفي يوم الأربعاء 8 رجب 1446 هـ الموافق لـ 8 يناير 2025م، تمكن إخواننا المجاهدون من اقتحام ثكنة للجيش البينيني في (ودا) بولاية (كريمما) ما أسفر عن مقتل أكثر من 30 عنصرا، واغتنام سلاح 14,5، و 3 دوشكا، و 3 هاون و 3 بيكا، و آر بي جي، و 37 كلاشنيكوف، و 30 صندوقا من الذخيرة، و 36 قنبلة يدوية، وطائرة مسيرة “
العملية “ميرادور” وعمليات مكافحة الإرهاب
جميع الجنود الذين قضوا في الهجوم ينتمون إلى وحدات العملية “ميرادور”، وهي قوة مكافحة الإرهاب التي أنشأتها الحكومة البنينية في فبراير 2022 وتضم حوالي 3000 جندي. تأتي هذه العملية ضمن الجهود الإقليمية لمواجهة تصاعد الهجمات الإرهابية في منطقة الساحل وغرب إفريقيا.
ردود الأفعال السياسية والشعبية
الهجوم أثار موجة من الغضب والحزن في الأوساط الشعبية والسياسية على حد سواء. أعربت الأحزاب الداعمة للرئيس باتريس تالون عن تضامنها مع عائلات الضحايا ودعت إلى الوحدة الوطنية في مواجهة التهديدات الإرهابية. في المقابل، وصفت المعارضة الحادث بأنه “مأساة وطنية”، مطالبة بإعلان حداد وطني لمدة ثلاثة أيام واتخاذ تدابير أمنية أكثر شمولية بالتعاون مع الدول المجاورة مثل النيجر وبوركينا فاسو.
تحديات الأمن الإقليمي
تصاعد الهجمات الإرهابية في بنين يعكس توسع رقعة النشاط الإرهابي في غرب إفريقيا، حيث باتت الدول الساحلية مثل بنين، وتوغو، وساحل العاج تواجه تهديدات متزايدة بعد أن كانت بمنأى نسبيًا عن هذه الهجمات. وتؤكد هذه التطورات الحاجة إلى تعاون إقليمي أكبر لمواجهة خطر الإرهاب الذي يهدد استقرار وأمن المنطقة بأسرها.