النصرة تفرض حصاراً خانقاً على ليري: معاناة المدنيين تتفاقم وسط صمت دولي
تعاني مدينة ليري الواقعة في أزواد، بالقرب من الحدود الموريتانية، من حصار جهادي صارم دخل أسبوعه الثاني. في 29 نوفمبر، أعلن تنظيم “جماعة نصرة الإسلام والمسلمين” (JNIM) المرتبط بتنظيم القاعدة فرض حصار على المدينة، مما تسبب في شلل كامل للحياة اليومية وزاد من معاناة السكان الذين يعانون أصلاً من ظروف صعبة نتيجة الأوضاع الأمنية المتدهورة في المنطقة.
حصار ليري وتأثيره على المدنيين
الحصار الجهادي على مدينة ليري يعد مثالاً واضحاً على التدهور الأمني في مناطق أزواد. السكان الأزواديون يعانون من انعدام الموارد الأساسية، مثل الغذاء والدواء، حيث يمنع الحصار دخول أي مواد إغاثة أو دعم إنساني إلى المدينة. هذا الحصار ليس مجرد تهديد للأمن، بل هو جريمة إنسانية تسعى لتدمير النسيج الاجتماعي وتفاقم المعاناة الإنسانية.
السكان المحليون في أزواد يتعرضون باستمرار للتهميش والإقصاء من قبل الحكومة المالية، التي فشلت في حماية مواطنيها أو تقديم الدعم اللازم لهم. بدلاً من معالجة هذه القضايا، يعتمد الجيش المالي على الطائرات المسيرة لضرب الأزواديين في مناطقهم، مما يزيد من الهوة بين الحكومة والشعب الأزوادي.
تأثير الحصار على منطقة تمبكتو
تمتد آثار الحصار إلى مدينة تمبكتو والمناطق المجاورة، حيث تتزايد المخاوف من نقص الإمدادات وتزايد النزوح الداخلي. هذه الأزمة تبرز الفشل المتكرر للسلطات المالية في احتواء الجماعات المسلحة وضمان أمن المواطنين.
موقف أزواد
الأزواديون، الذين يناضلون من أجل حقوقهم وهويتهم، يجدون أنفسهم في مواجهة متعددة الأطراف: من جهة الجماعات الجهادية التي تستهدف مناطقهم، ومن جهة أخرى الحكومة المالية التي تواصل سياساتها القمعية ضدهم. ورغم هذه التحديات، يظل الأزواديون ثابتين في مطالبهم بتحقيق العدالة والتنمية في مناطقهم، بعيداً عن التدخلات العسكرية العشوائية والتمييز السياسي.
حلول الأزمة
1. التدخل الإنساني: يجب على المنظمات الدولية والإقليمية التدخل فوراً لتقديم الدعم الإنساني لسكان ليري والمناطق المجاورة.
2. الحوار السياسي: يجب الضغط على الحكومة المالية للجلوس مع ممثلي الأزواديين والبحث عن حلول سلمية ومستدامة للنزاع.
3. محاسبة المسؤولين: يجب فتح تحقيقات دولية في الجرائم المرتكبة بحق السكان الأزواديين سواء من قبل الجماعات المسلحة أو الحكومة المالية.
مدينة ليري ليست مجرد بقعة جغرافية تعاني من حصار، بل هي رمز لمعاناة الشعب الأزوادي ككل. إن استمرار الوضع الحالي دون تدخل عاجل لن يؤدي إلا إلى تفاقم الكارثة الإنسانية وتدمير فرص السلام في المنطقة.