أزواد: مدينة تينزواتين بين الأوبئة وضربات الطائرات المسيرة
سكان مدينة تينزواتين، الواقعة في أزواد ، يجدون أنفسهم محاصرين بين تداعيات معركة شرسة جرت في يوليو بين الإطار الإستراتيجي الدائم للدفاع عن الشعب الأزوادي والجيش المالي المدعوم من مرتزقة روس، وبين انتشار الأوبئة وهجمات الطائرات المسيرة، مما دفع العديد منهم للفرار نحو الجزائر.
يسيطر الإطار الإستراتيجي الدائم للدفاع عن الشعب الأزوادي على المدينة الواقعة في الصحراء الشاسعة بأزواد، فيما أدت الحواجز الأمنية إلى عرقلة وصول الإمدادات، بما في ذلك الناموسيات والأدوية الضرورية لمكافحة تفشي الدفتيريا والملاريا. وقال إبراهيم أغ تمبرايري، أحد سكان المدينة: “في تينزواتين، نعاني من نقص شبه كامل في كل شيء… الإمدادات الطبية لم تصل، ومع إغلاق الطرق لم تأتِ أي منظمة لمساعدتنا”.
منذ اندلاع النزاع في يوليو، أسفرت ضربات متعددة للطائرات المسيرة عن مقتل عشرات المدنيين، بمن فيهم أطفال، وفقًا لأطباء وسكان تحدثوا لوكالة رويترز في المدينة الحدودية القريبة من الجزائر. وتفاقمت الظروف الكارثية بسبب الفيضانات الشديدة الناجمة عن موسم أمطار غزير في منطقة الساحل بغرب إفريقيا، مما أجبر مالي على إعلان حالة الكارثة الوطنية في أغسطس وتأجيل بداية العام الدراسي. وأكد الطبيب موسى باجايوكو، الذي يعمل في تينزواتين، أن المدينة تعاني من تفشي وباء الدفتيريا، وهو عدوى بكتيرية خطيرة، بالإضافة إلى زيادة حالات الملاريا.
وقال باجايوكو: “الملاريا تمثل تحديًا كبيرًا هذا العام، حيث يعاني العديد من المرضى من فقر دم حاد، وعدد كبير منهم يدخلون في حالات فقدان الوعي، مما يثير الشكوك بوجود ملاريا دماغية”. وأضاف أن حالات الدفتيريا تسببت في “عدد كبير جدًا” من الوفيات، مما يجعل الحاجة ملحة للقاحات مضادة للمرض وأدوية لعلاج الملاريا.
وكان الإطار الإستراتيجي الدائم للدفاع عن الشعب الأزوادي، الذي يمثل الحركات الثورية في أزواد، قد أطلق تمردًا ضد الحكومة في 2012، لكن النزاع انحرف لاحقًا ليشهد تدخل جماعات إسلامية مرتبطة بالقاعدة وتنظيم الدولة. وقد انهار اتفاق سلام تم توقيعه في 2015 بين الحكومة وهذه الحركات في يوليو الماضي بسبب خرق المجلس العسكري المالي له ، مما أدى إلى تجدد القتال.
واليوم، ينضم العديد من سكان تينزواتين إلى آخرين من أزواد يفرون نحو الجزائر. وأكد رئيس القرية، الحاج غيسا أغ أهريب، أن عشرات الآلاف من النازحين من مناطق ميناكا وكيدال وغاو مروا عبر تينزواتين ومحيطها منذ معركة يوليو بين الإطار الإستراتيجي الدائم للدفاع عن الشعب الأزوادي والجيش المالي المدعوم بمرتزقة فاغنر الروس.
وفي مخيم للنازحين على أطراف تينزواتين، قال الراعي ريسى أغ محمد، الذي جاء من مدينة أنسونغو الواقعة على بعد مئات الكيلومترات جنوبًا: “تركت منطقة غاو بحثًا عن السلام؛ أنا أهرب من فاغنر والجيش المالي”.