أزواد: مقبرة المرتزقة وميدان الفناء لجنود فاغنر
منذ وطأت أقدام مرتزقة “فاغنر” أرض أزواد، لم يجلبوا إلا الخراب لأنفسهم. لكن هذه الأرض ليست ميدانًا لتجار الحروب ولا ساحة تنزه لجنود مأجورين. أزواد، بتاريخها الممتد ونضال أبنائها، ليست إلا جحيمًا لكل من يحاول احتلالها. مع كل يوم تخسر “فاغنر” قادة ميدانيين بارزين، وليس آخرهم قائد الوحدة التاسعة، ميخائيل بريخودكو المعروف بلقب “مايكل”، الذي سقط قتيلًا في 12 أكتوبر 2024. مقتل “مايكل” ليس سوى بداية النهاية لهذه القوات، التي لن ترى في أزواد إلا شبح الموت والمجهول، حيث يتربص الخوف بهم في كل لحظة.
بيان فاغنر حول مقتل قائد الوحدة التاسعة
أصدرت مجموعة “فاغنر” بيانًا رسميًا تعلن فيه مقتل ميخائيل بريخودكو، قائد الوحدة التاسعة، أثناء تنفيذ مهمة عسكرية في مالي. وأوضح البيان أن “مايكل” كان يقود مجموعة تكتيكية تعرضت لكمين من قبل “قوات إرهابية” تفوقها عددًا.
في مواجهة هذه القوات، قرر “مايكل” إرسال مجموعة استجابة سريعة إلى ميدان الاشتباك، وقادها بنفسه لتعزيز الخطوط الأمامية. أظهر “مايكل” شجاعة كبيرة في تنظيم الهجوم، مانعًا خصومه من اختراق الحصار أو الفرار. وقد ساهم هذا التنظيم في نجاح الضربات باستخدام المدفعية والطيران، ما أدى إلى تدمير المجموعة المعادية بالكامل.
رغم كثافة النيران المعادية، تعامل “مايكل” بهدوء ومهارة، وتمكن من قتل ثمانية مسلحين. لكن إصاباته كانت قاتلة، وأُعلن عن وفاته في ساحة المعركة. وأشارت “فاغنر” في بيانها إلى أن القائد ميخائيل بريخودكو سيمنح وسام “بطل فاغنر” بعد وفاته.
أزواد: النهاية المحتومة للغزاة
رغم ما تسعى “فاغنر” إلى تصويره من بطولات عبر بياناتها، إلا أن الحقائق على أرض أزواد تقول غير ذلك. سقوط “مايكل” هو مجرد بداية لسلسلة من الهزائم والخسائر المتتالية التي تنتظر هؤلاء المرتزقة. فالغزاة الذين ظنوا أن مهمتهم في أزواد ستكون نزهة، أدركوا سريعًا أن هذه الأرض لا ترحب بالغريب، بل تحوله إلى طريدة في لعبة لا نهاية لها من الخوف والرعب.
لم تكن الخسارة في القادة وحدها، بل إن معنويات المرتزقة في أدنى مستوياتها. يدرك جنود “فاغنر” اليوم أنهم في بيئة معادية، تتربص بهم عند كل منعطف وتترصدهم في كل مهمة. وعلى الرغم من محاولات التضليل والدعاية، فإن الخوف من الموت سيظل يرافقهم، إذ بات واضحًا أن حياتهم على أرض أزواد لن تكون إلا سلسلة متواصلة من الذعر.
إن الأحداث الأخيرة تكشف أن “فاغنر” ليست سوى قوة زائلة في أزواد، مهما حاولت إثبات العكس ببياناتها المليئة بالمبالغات. سقوط قائدهم “مايكل” هو مجرد إشارة إلى ما ينتظرهم. أزواد ستبقى عصية على الغزاة، وسيكون مصير المرتزقة المحتوم هو الاختفاء تحت ثرى هذه الأرض، حيث لا مكان إلا للموت والخوف.