أخبار أزواد

من نجا من الرصاص، لن تنقذه الصحراء: اكتشاف جثة جندي مالي بعد شهر من معركة تينزاواتين

في أواخر شهر يوليو 2024، اندلعت معركة حاسمة في منطقة تينزاواتين الواقعة شمال مالي، بين قوات الحركات الأزوادية والجيش المالي المدعوم من مرتزقة مجموعة فاغنر الروسية. استمرت المعركة من 25 إلى 27 يوليو، وشهدت اشتباكات عنيفة حيث حاولت القوات المالية، مدعومة بمرتزقة فاغنر، فرض سيطرتها على بلدية تينزاواتين التي كانت تحت سيطرة الحركات الأزوادية منذ عام 2012.

الجيش المالي وحلفاؤه الروس شنوا هجوماً واسعاً بهدف إخضاع هذه المنطقة الاستراتيجية، متوقعين تحقيق نصر سريع. إلا أن القوات الأزوادية كانت مستعدة تماماً لمثل هذا الهجوم، حيث نجحت في التصدي له بكفاءة عالية. تمكنت القوات الأزوادية من تحييد الرتل العسكري المالي-الروسي بالكامل، والذي كان يتألف من حوالي 60 سيارة ومدرعة عسكرية.

في هذه المعركة، تم قتل 131 عنصراً من القوات المهاجمة، بينهم 84 مرتزقاً روسياً تم عد جثثهم في موقع المعركة، بينما فقد العديد منهم في ظروف غامضة. إضافة إلى ذلك، تم تدمير جميع المركبات والمدرعات أو الاستيلاء عليها من قبل القوات الأزوادية، في إشارة واضحة إلى فشل المحاولة المالية-الروسية في تحقيق أي تقدم ميداني.

وعلى الرغم من مرور أكثر من شهر على هذه المعركة، إلا أن آثارها لا تزال قائمة. ففي 2 سبتمبر 2024، عثرت القوات الأزوادية على جثة جندي من الجيش المالي في منطقة تين تغاغيت، حيث وقعت آخر الاشتباكات بين الجانبين في 27 يوليو. هذا الاكتشاف يعكس حجم الخسائر التي تكبدها الجيش المالي ومرتزقة فاغنر، ويؤكد مرة أخرى أن أي محاولة للسيطرة على مواقع الحركات الأزوادية ستكون مصيرها الفشل.

القوات الأزوادية، جاهزة بشكل تام للتصدي لأي هجوم عدواني آخر، سواء من الجيش المالي أو من مرتزقة فاغنر أو حتى من تحالف دول الساحل. فقد أثبتت هذه المعركة أن القوات الأزوادية تمتلك القدرة والإرادة للدفاع عن أراضيها، وأنها مستعدة لخوض معارك طويلة إذا اقتضت الضرورة، في سبيل الحفاظ على سيادتها وحماية مصالحها.

في هذا السياق، تعد معركة تينزاواتين درساً قاسياً لكل من يفكر في السيطرة على أراضي أزواد دون موافقة أهلها، وتؤكد أن هذه الأرض لا تزال عصية على كل من يحاول إخضاعها بالقوة.

x

صحفي مستقل

أنا صحفي مستقل متخصص في تغطية الأحداث والقضايا الاجتماعية والسياسية في دول الساحل وأزواد. أركز على تسليط الضوء على التحديات الأمنية، حقوق الإنسان، والتنمية الاقتصادية في المنطقة. أسعى لتقديم تقارير موضوعية تعكس صوت المجتمعات المحلية وتساهم في زيادة الوعي الدولي حول القضايا الملحة التي تواجهها هذه المناطق. من خلال استخدام وسائل الإعلام التقليدية والرقمية، أعمل على توثيق التجارب الإنسانية وتعزيز الحوار حول الحلول المستدامة.

مقالات ذات صلة

اترك رد

error: Content is protected !!