النيجر : تياني يحبط معنويات القوات النيجرية بدعياته الزائدة لقوة الجهاديين
في تصريح أدلى به منذ يومين، كشف تياني عن قدرات استثنائية لدى الجماعات الإرهابية، سواء على الصعيد العسكري أو المالي، تُضاهي أو تفوق ما تمتلكه القوات النظامية. وأشار إلى أن الإرهابيين يحصلون على رواتب خيالية تصل إلى 1000 دولار شهرياً، ويملكون مئات الطائرات المسيّرة المسلحة ذات الرؤية الليلية، ومدفعية ثقيلة يصل مداها إلى 40 كيلومتراً.
وأوضح تياني أن هذه المعدات ليست أسلحة خفيفة، بل تتطلب مركبات متخصصة لنقلها وتشغيلها. كما أشار إلى أن مواقع توزيع هذه الأسلحة معروفة لديه داخل النيجر وفي المنطقة الفرعية.
تياني لم يكتف بذلك، بل زعم أن هناك أسلحة وقوات موزعة في دول أفريقية عديدة، مثل نيجيريا، بنين، كوت ديفوار، موزمبيق، الغابون، جمهورية الكونغو الديمقراطية، ناميبيا، وتنزانيا، فضلاً عن دول أخرى يصل عددها إلى عشرين دولة على الأقل.
تصريحات تُثبط المعنويات
هذه الادعاءات، التي تفتقر إلى أي استراتيجية فعالة، لا تساعد على رفع معنويات القوات المشاركة في العمليات. فبدلاً من تعزيز ثقتهم بالنصر، يساهم تياني في تعزيز الشعور بالإحباط.
وبالرغم من حديثه عن شراء معدات عسكرية بقيمة تتجاوز 150 مليار فرنك إفريقي، وتجنيد 25,000 عنصر من القوات المسلحة خلال 17 شهراً، إلا أن التساؤلات تُطرح حول عدم قدرة هذه القوة الضخمة على القضاء على ما يقدر بـ 400 إرهابي في معسكر تدريبي يعرف مواقعه جيداً.
التناقضات في الاستراتيجية العسكرية
رغم توافر الدعم من القوات المشتركة لدول مالي، بوركينا فاسو، والنيجر، إلى جانب مشاركة مرتزقة فاغنر ومقاتلي غاتيا في عمليات مشتركة بمنطقة الحدود الثلاثية، يظل تساؤل مهم مطروحاً: لماذا لا تُستخدم هذه القوة الضخمة بفعالية؟
وما جدوى امتلاك نظام دفاع جوي روسي من طراز RTN أو طائرات مسيرة مثل “بيرقدار TB2” إذا كان استخدامها يقتصر على استهداف القرى والمدنيين، كما حدث في كولو، تياوا، وليبيري؟ ولماذا لا تُستخدم هذه الطائرات والآليات ضد الإرهابيين المعروف مواقعهم؟
تلميحات حول “أعداء خارجيين”
ختاماً، يشير تياني إلى أن “الإرهابيين” يمتلكون موارد مالية ضخمة بفضل الدعم الفرنسي ومن الاتحاد الأوروبي عبر سيطرتهم على العملة الإفريقية (الفرنك CFA). ويدّعي أن المواجهة ليست ضد الإرهاب فقط، بل ضد تحالف يشمل فرنسا، الاتحاد الأوروبي، والمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس).
تصريحات كهذه، بدلاً من أن تكون محفزة للقوات، تعكس حالة من الارتباك وغياب الثقة في قدرة القيادة على تحقيق النصر، مما قد يُعمّق الأزمة الأمنية والسياسية في النيجر.