مقتل (10) من الميليشيات البوركينية في باسي
في يوم الأربعاء 03 رمضان 1445هـ الموافق لـ 13 مارس 2024م تمكن مجاهدونا من الهجوم على مقر للميليشيات البوركينية في (باسي) بولاية (بوبوجولاسو) ما أسفر عن مقتل (10) عناصر وغنم المجاهدون (8) كلاشنيكوف وأمتعة أخرى متنوعة ولله الحمد والمنة
أزواد: من “ثورة تحرر” إلى “حرب إرهاب”
عز الدين السريفي ، رئيس التحرير
لايختلف اثنان في أن ثورة الجزائر ضد المستعمر الفرنسي كانت بدعم شعوب شمال افريقيا ” المغرب تونس موريتانيا أزواد إقليم فزان الليبي” أما المشرق العربي فقد استثمر فيها وسرق إنجازاتها وأصبحت جزء من صراع محاوره يستخدمها جمال عبدالناصر ضد الأنظمة الملكية ومنها المغرب والسنوسية الليبية.
في إطار الأحداث الأخيرة التي عرفتها منطقة ازواد خاصة بعد الهجومات التي شنتها القوات المسلحة المالية (فاما) ومرتزقة ميليشيات فاغنر الروسية ضد السكان المدنيين في أزواد ، والتي عرفت أشدها منذ إعلان مجلس الأمن الدولي في 30 يونيو2023، إنهاء مهمة بعثة الأمم المتحدة في مالي “مينوسما”، والتي كانت تسعى لخفض الأزمات الناجمة عن هجمات الجماعات الإرهابية والمعارك بين الحكومة والحركات المسلحة في أزواد، وأيضا خرق اتفاق الجزائر للسلام الذي تم التوقيع عليه من طرف الحكومة المالية والجماعات السياسية والعسكرية المالية، والحركة الأزوادية والذي أشرفت عليه الجزائر سنة 2015.
الانقلابات العسكرية تعيد الأزمة لنقطة الصفر في كل مرة
ووجدت جميع الاتفاقات المبرمة العديد من العراقيل أمامها، فإلى جانب غياب نية صادقة لدى الجزائر، التي رعت جلها، في حل الأزمة، ووصولا إلى غياب الاستقرار السياسي في مالي، التي تشهد انقلابات عسكرية متكررة، ما يعيد المشكل إلى نقطة الصفر، كل مرة.
وشهدت مالي منذ خروج الاحتلال الفرنسي منها سنة 1960، 5 انقلابات عسكرية، جاء الأول في 1968 وأطاح بأول رئيس للبلاد، موديبو كايتا، قبل أن يأتي الثاني في 1991 على الرئيس موسى تراوري، ثم الثالث في 2012 على ألفا عمر كوناري، والرابع في 2020، على إبراهيم أبو بكر كيايتا، والخامس في 2021 على باه نداو.
ولتقريب الرأي العام المغربي والدولي من ما يحصل بمنطقة أزواد من مجازر في حق المدنيين، خصصت جريدة “جسر بريس” الرقمية لقاءات مع عدد من المحللين والسياسين والنشطاء للغوص في الأزمة الازوادية.
جريدة جسر بريس الرقمية مرة اخرى تفتح ملف قضية الازواد مع الاستاذ أبو بكر الأنصاري، الخبير في شؤون المغاربية و الساحل وهو عضو المؤسسة المدنية الأزوادية
لتقريب الصورة بشكل اوضح للقارئ المغربي والمغاربي من قضية الازواد، وبشكل مختصر ماهي قضية الازواد والطوارق؟
هل هي قضية عرقية او قضية حدود جغرافية ام هي قضية هوية ثقافية؟ وهل هي وليدة اليوم ام لها جدور تاريخية؟
قضية أزواد مأساة شعب جريح تكالب عليه المستعمر الفرنسي وجيرانه وقاموا باقتطاعه من محيطه المغاربي وضموه عنوة الى منظومة غرب افريقية غريبة عنه واصبح شعب الطوارق الذي كان يشكل غالبية سكان الاقليم يعاني التهميش وكافة أنواع التمييز العنصري على أرضه و هدف للموامرات والدسائس الاقليمية.
حدود إقليم أزواد معروفة شمال مالي لكن شعبه متواصل مع عمقه المغاربي ومع طوارق دول الجوار ضمن رابطة ثقافية و هوية أمازيغية تعتز بنفسها وهذا ما دفع أنظمة الدول التي يوجد بها طوارق لإطلاق أكذوبة أن حق تقرير مصير أزواد سوف يودي لمشاكل مع دول الجوار التي يوجد بها طوارق في الاقاليم المتاخمة له.
هناك خلط لدى المتتبع المغربي والمغاربي حول جغرافية الازاواد، ماهي حدود تواجدهم وانتمائهم؟
وبالنسبة لمطالب الاستقلال. هل هناك مطلب استقلال واحد عن شمال مالي فقط ؟ ام هناك مطالب استقلال من دول اخرى؟
حدود أزواد معروفة شمال مالي ولكن مناطق تواجد الطوارق وعمق مكونات الشعب الازوادي يمتد إلى عدة دول في المنطقة من ليبيا شرقا الى موريتانيا غربا ومن الجزائر شمالا الى بوركينا فاسو جنوبا.
أما مطالب الاستقلال فهي تتركز على إقليم أزواد الذي يعاني سكانه ابادة جماعية وقهر وظلم بجميع أشكاله وصوره .
أما بقية مناطق تواجد الطوارق فأغلبها يطالب بمزيد من الحقوق المدنية و السياسية و المشاريع التنموية
الا يوجد خوف لدى الازواديين والطوارق الامازيغ من اختلاط قضيتهم العادلة مع الجمعيات الارهابية المدعومة من طرف الجزائر في الصحراء الكبرى والساحل ؟ وهل تواجد ميليشيات فاغنر الروسية بمباركة مالية جزائرية سيحول المنطقة لساحة حرب مفتوحة ومجهولة المعالم؟
لقد سعت الجزائر ومالي وكل القوى المناهضة لحق تقرير مصير ازواد الى ربط قضيته بالارهاب وصنعوا تنظبمات ارهابية عابرة للقارات ووكلا محليين بهدف ربط القضية العادلة بالارهاب .
لكن شعبنا الازوادي والطوارق والامازيغ كانوا بالمرصاد لتلك المؤامرات القذرة وظلوا محافظين على وعيهم بعدالة قضيتهم ويدافعون عنها في المحافل الدولية وحققت انتصارات ومؤخرا قامت الحركة الامازيغية بتنظيم مظاهرة كبيرة في باريس لفضح جرائم جيش مالي ومرتزقة فاغنر .
نعم تواجد فاغنر الروسية بمباركة جزائربة مالية سوف يحول منطقة الساحل الى ساحة افريقية للحرب الروسية العدوانية ضد اوكرانيا وسيجعل مالي في مواجهة مع الغرب كما أن الجزائر ستخسر نفوذها في مالي بسبب رغبة فاغنر في احتكار المشهد الامني وسحب البساط من تحت اقدام الدبلوماسية الجزائرية ووساطتها التي نجم عنها اتفاق السلم والمصالحة الذي انسحبت منه مالي بسبب ما تعتقد أنه فائض قوة ناجم عن دعم فاغنر والطائرات التركية بدون طيار.
تحالف الازواد مع القبايل من اجل التعريف بالقضيتين في المحافل الدولية، هل هو بداية للازواد من اجل تدويل القضية واتخاذ مسار القبائل في الكفاح الحقوقي كنموذج؟ وماهي خطواتكم المقبلة في ظل تنسيق جزائري ومالي محكم لتطويق امازيغ الازواد؟
لقد كنا في المعسكر الاستقلالي الازوادي الذي يمثل حزبنا “الموتور الوطني الازوادي” عموده الفقري والمتحدث باسمه من رواد النضال والكفاح الحقوقي لكن غالبية شعبنا تعتبره غير مجدي وتفضل الكفاح المسلح والمفاوصات لتوقبع اتفاق برعاية جزاىرية، وقد رفضنا جميع الاتفاقيات ولدينا تاريخ حافل بذلك
والان تنامى وعي مجتمعي بجدوى المقاومة السلمية الحقوقية ونأمل ان يفتح التحالف مع حركة القبائل صفحة مليئة بالتعاون والتحالف من أجل المصالح الامازيغية العلياء واسناد قضايا الامازيغ بعضها بعض في المحافل الدولية وتوحيد الطاقات والجهود الامازيغية لتكون رقم صعب في المنطقة وفي المعادلات الانتخابية في الدول الغربية بحيث يكون الصوت الامازيغي مع من يتخذ مواقف مساندة للقضايا الامازيغية الكبرى ومنها حق تقرير مصير ازواد والقبائل وترسيم الامازيغية في كل شمال افريقيا وجنوب المتوسط وجعل الاعياد الامازيغية عطلة رسمية معوضة.
