كيدال: هجوم بطائرة مسيّرة أزوادية يستهدف الجيش المالي ومرتزقة فاغنر في امشاش
شهدت ولاية كيدال في أزواد تصعيدًا جديدًا في الصراع المسلح بين الجيش المالي ومرتزقة فاغنر من جهة، والقوات الأزوادية من جهة أخرى. في مساء الأحد، 24 نوفمبر 2024، أطلقت طائرة مسيّرة أزوادية عدة صواريخ استهدفت معسكرًا للجيش المالي ومرتزقة فاغنر في منطقة أمشاش التابعة لبلدية تيساليت.
تفاصيل الهجوم
وفقًا لمصادر عسكرية مطّلعة لصوت الحق ، سقطت ثلاثة صواريخ على الأقل داخل المقر العسكري، ما أدى إلى خسائر في صفوف الجيش المالي وعناصر فاغنر. ويأتي هذا الهجوم ردًا على العمليات التي تشنها القوات المالية والمرتزقة الروس ضد المدنيين في ولاية كيدال وأجزاء أخرى من أزواد، والتي تسببت في سقوط العديد من الضحايا وتشريد السكان.
رسالة أزوادية واضحة
أكدت الحركات الأزوادية، من خلال هذا الهجوم، أنها تمتلك قدرات عسكرية متقدمة وأنها قادرة على الوصول إلى أهدافها الاستراتيجية في أي وقت ومكان داخل أزواد. ويعكس هذا التصعيد التحول في أساليب المواجهة، حيث انتقلت الحركات الأزوادية من العمليات الدفاعية إلى الهجمات النوعية باستخدام التكنولوجيا الحديثة مثل الطائرات المسيّرة.
تصعيد العمليات العسكرية في المنطقة
منذ فترة، تصعّد القوات المسلحة المالية، مدعومة بعناصر مجموعة فاغنر، عملياتها العسكرية في المناطق الأزوادية. وتشمل هذه العمليات استهداف المدنيين وتدمير البنية التحتية في محاولة لتقويض دعم الحركات الأزوادية. ورغم ذلك، يظهر الجيش الأزوادي قدرة واضحة على الصمود وتنظيم صفوفه استعدادًا لتحرير كامل التراب الأزوادي وفق خطة عسكرية مدروسة.
التحول من حرب العصابات إلى استراتيجية التحرير
على عكس الجماعات الإرهابية التي تعتمد على حرب العصابات لضرب أهداف محددة، تسعى الحركات الأزاوادية على ان تبدأ علمياتها التي تهدف إلى تحرير الأراضي الأزوادية بالكامل وفق خطة مدروسة و لا تقبل الفشل أو التراجع ، والعمليات الحالية بالطائرات بدون طيار ليست سوى جزء من استراتيجية أكبر تتسم بالتنظيم والانضباط.
تداعيات مستقبلية
تشير هذه التطورات إلى تصاعد خطير في الصراع، مما يهدد بزيادة التوترات في المنطقة. ويثير تدخل مرتزقة فاغنر، المعروفين بتورطهم في انتهاكات حقوق الإنسان، قلقًا دوليًا واسعًا. ومن المتوقع أن تتزايد المطالبات الإقليمية والدولية بضرورة إيجاد حل سياسي شامل للأزمة في مالي وأزواد.
خاتمة
يظهر الهجوم على معسكر أمشاش أن الوضع في أزواد يتجه نحو مزيد من التعقيد، وسط استمرار العمليات العسكرية من الطرفين. في ظل غياب حلول دبلوماسية فعالة، يظل خطر التصعيد الشامل حاضرًا، مما يضع مستقبل المنطقة على المحك.