يوم الإثنين، 14 أكتوبر، تعرض فريق من منظمة أطباء بلا حدود وموظفي الصحة المجتمعية الذين يقدمون خدمات طبية أساسية للسكان المحليين في ضواحي نيمبالا بمنطقة سيغو وسط مالي لهجوم عنيف وسرقة من قبل مسلحين ينفذون عمليات عسكرية متكررة في المنطقة. أدانت المنظمة بشدة هذا الاعتداء، مؤكدة أن العنف الموجه ضد المدنيين والعاملين في المجال الإنساني غير مقبول، ودعت جميع الأطراف في النزاع إلى احترام الطواقم الطبية والمرافق الصحية والمرضى.
وفي أعقاب هذا الحادث، اتخذت أطباء بلا حدود قراراً صعباً بتعليق أنشطتها الطبية مؤقتاً في منطقة نيمبالا، ما أدى إلى حرمان السكان من الخدمات الطبية الأساسية. وتعمل المنظمة حالياً على مناقشة الأمر مع الأطراف المختلفة والسلطات المحلية والإقليمية والوطنية لمنع تكرار مثل هذه الحوادث وضمان استئناف أنشطتها في أقرب وقت، وبشكل يضمن أمن فرقها.
يُشار إلى أن جماعة نصرة الإسلام والمسلمين التابعة لتنظيم القاعدة، والتي تنشط في المنطقة، كانت قد أعلنت سابقاً عن أمرها بتعليق عمل المنظمات الدولية في المنطقة، باستثناء منظمة أطباء بلا حدود واللجنة الدولية للصليب الأحمر. ويرى مراقبون أن الهجوم الأخير على المنظمة قد يكون من تنفيذ مجموعة فاغنر الروسية والقوات المسلحة المالية، أو من قبل ميليشيات أخرى تابعة للجيش المالي.
منذ عام 2022، تُعد أطباء بلا حدود المنظمة الدولية الوحيدة النشطة في نيمبالا، حيث تقدم الرعاية الطبية المجانية والضرورية للسكان المحليين والنازحين جراء النزاع المستمر. وقد تسببت سنوات العنف في زيادة الاحتياجات الصحية في المنطقة، خاصة مع ارتفاع حالات الإصابة بالملاريا التي قد تشكل خطراً قاتلاً للأطفال دون سن الخامسة والنساء الحوامل المحرومات من الرعاية الصحية اللازمة.
