الجزائر وعوائق تحقيق الاستقرار في دولة أزواد: نظرة مناضل أزوادي
يتحدث أحد المناضلين الأزواديين، من خارج المنتدى والحركات الرسمية، مؤكداً موقفه المستقل في الدفاع عن قضية أزواد، ويعبر عن قناعته بأن الجزائر تمثل العائق الأول أمام تحقيق الاستقرار في دولة أزواد، مشيراً إلى دور فرنسا أيضاً كطرف خفي، ولكن حاضر من خلال تأثيره المباشر. وفقًا لهذا المناضل، اعتمدت الجزائر على مجموعة من الاستراتيجيات التي شكلت عائقًا فعليًا أمام استقرار أزواد، وهذه الاستراتيجيات تتنوع بين المعاداة المباشرة وتغذية الانقسامات وتسهيل دخول القوى المتشددة.
معاداة الثورة الأزوادية واختراقها
يؤكد هذا المناضل أن الجزائر عمدت منذ بداية التسعينيات إلى العمل ضد الثورة الأزوادية، وكانت أولى خطواتها في التسعينات؛ حيث قامت بإجهاض الثورة عبر معاداتها واحتوائها ثم إعادة توجيهها. يرى أن هذه السياسة الخبيثة التي اتبعتها الجزائر ليست إلا دليلًا دامغًا على هدفها المتمثل في إبقاء أزواد تحت سيطرتها، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر.
تسهيل دخول الجماعات المتشددة إلى أزواد منذ عام 2003
بحسب المناضل، فإن الجزائر لم تتوقف عند معاداة الثورة فحسب، بل سهلت دخول الجماعات المتشددة إلى المنطقة منذ عام 2003، بهدف زرع بذور الفوضى والانقسام داخل المجتمع الأزوادي. وقد تزايد نشاط هذه الجماعات مع مرور الوقت حتى ظهر بشكل ملحوظ في عام 2012. وما زالت هذه الجماعات تمثل تحديًا أمنيًا كبيرًا للأزواديين، حيث تتنامى تداعيات هذا الاختراق بتأثيراتها السلبية على المجتمع المحلي.
استهداف الأزواديين في الداخل والخارج
استراتيجيات الجزائر لم تتوقف عند الحدود الجغرافية لأزواد، بل امتدت لتشمل الأزواديين في المهجر، خاصة في ليبيا والجزائر نفسها. ويرى المراقبون أن هذه السياسة قد تم الاتفاق عليها خلال اجتماع “جانت-90″، والذي اعتبره العديد من المراقبين خطة لاستهداف الأزواديين أينما وجدوا. كلما دعت الحاجة، تتجدد أساليب الجزائر ضد الأزواديين بما يتناسب مع مصالحها.
شراء المواقف والصمت
يشير المناضل الأزوادي إلى أن الجزائر اعتمدت سياسة شراء الذمم والمواقف من خلال استهداف أي دولة يحاول الأزواديون التواصل معها من أجل الحصول على الدعم لقضيتهم. ويشمل ذلك دولًا مثل تركيا، قطر، إيطاليا، روسيا، وسويسرا، من أجل قطع أي محاولة للأزواديين لبناء دعم دولي لقضيتهم.
التنصل من المسؤولية القانونية أمام المجتمع الدولي
أبرز خطوة تعتبرها الجزائر لتحقيق السيطرة على أزواد كانت التوقيع على اتفاق السلام في الجزائر العاصمة، حيث أقرت الجزائر بمسؤوليتها في تحقيق الاستقرار عبر اتفاق 2015، وهو ما أكده المجتمع الدولي من خلال الأمم المتحدة ومجلس الأمن. رغم ذلك، يرى المناضل أن الجزائر استخدمت هذا الاتفاق كغطاء لعرقلة الجهود الدولية لتحقيق الاستقرار في أزواد، بدلاً من أن تسعى لتنفيذه.
دعم انقلاب غويتا والتواطؤ مع قوى إقليمية
وفقاً للمناضل الأزوادي، الجزائر ساهمت في دعم الانقلاب الذي قام به غويتا في مالي عبر حشد الدعم من روسيا وتركيا، والتي زودته بالقوات والمعدات العسكرية. يعتبر هذا الدعم بمثابة محاولة للضغط على أزواد لإنهاء الاتفاق والتهرب من مسؤولياتها الدولية. ويرى المناضل أن الجزائر استخدمت قوى مثل مجموعة “فاغنر” الروسية ودرون “بيرقدار” التركية لتأمين استمرار هذا الانقلاب وتمكين غويتا من تنفيذ أجندتها.
الأعمال الوحشية والضغط على الشعب الأزوادي
المناضل الأزوادي يصف الواقع المأساوي الذي يعيشه الشعب الأزوادي في ظل هذا التحالف الظلامي؛ حيث يتعرض الأزواديون لأبشع أنواع التعذيب والإذلال، ويتجلى هذا في تدمير الممتلكات العامة وتلويث مصادر المياه وارتكاب أعمال عنف مروعة. تهدف هذه الضغوطات إلى دفع القيادة الأزوادية إلى التنازل عن مطالبها المشروعة وإضعاف معنويات الأزواديين.
الاستمرار في مقاومة العوائق
رغم كل المحاولات المستمرة لعرقلة مساعي الأزواديين، يؤكد المناضل أن القيادة الأزوادية تظل ثابتة على مواقفها، وتستمر في المقاومة من أجل تحقيق مطالب الشعب الأزوادي في الاستقلال والاستقرار.
الخلاصة
يرى مناضل أزوادي مستقل أن الجزائر تمثل العائق الأكبر أمام استقرار منطقة أزواد، من خلال سلسلة من التدخلات المتعمدة. ويشير إلى أن الجزائر اتبعت سياسات متعددة، منها: إضعاف الثورة الأزوادية منذ التسعينيات، إدخال جماعات متشددة في المنطقة منذ 2003، واستهداف الأزواديين في الداخل والخارج، إضافة إلى شراء المواقف الدولية لضمان عزل أزواد سياسيًا. كما عمدت الجزائر إلى التنصل من التزاماتها بموجب اتفاق السلام لعام 2015، عبر دعم انقلاب غويتا وتوفير الدعم العسكري له. ويرى أن هذه التحركات تسببت في جرائم وحشية بحق الشعب الأزوادي، لكنها لم تنجح في كسر إرادة الأزواديين الذين يستمرون في السعي لنيل حقوقهم وتحقيق الاستقرار.