أعلنت جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، التابعة لتنظيم القاعدة، عن تنفيذها لكمين محكم استهدف رتلاً عسكريًا للقوات المالية ومرتزقة فاغنر بين منطقتي نمبالا وجبالي في ولاية سيغو، بالقرب من الحدود الأزوادية، وذلك مساء يوم الخميس 24 أكتوبر 2024. وأفادت مصادر محلية وصحفية بأن الكمين أسفر عن سقوط عدد من الضحايا في صفوف الجيش المالي ومقاتلي فاغنر، في تصعيد جديد للصراع الدائر في المنطقة.
تأتي هذه العملية في سياق سلسلة من الهجمات التي شنتها جماعة نصرة الإسلام والمسلمين في الآونة الأخيرة، حيث كانت الجماعة قد نفذت عملية مشابهة يوم 21 أكتوبر 2024. ففي تلك العملية، وقع رتل عسكري مالي في كمين بين منطقتي بند جاغارا وبنكاس، ما أدى إلى مقتل 9 جنود ماليين، وفقًا لبيان صادر عن مؤسسة الزلاقة للإنتاج الإعلامي التابعة للجماعة. كما أعلنت الجماعة عن اغتنام مجموعة من الأسلحة والمعدات العسكرية، شملت سلاح دوشكا، 12 كلاشينكوف، 2 بيكا، 22 مخزن رشاش، 9 صناديق ذخيرة، بالإضافة إلى معدات عسكرية متنوعة. وتم أيضًا تعطيل آليتين عسكريتين خلال الهجوم.
هذه الهجمات المتزايدة تؤكد على تدهور الوضع الأمني في مالي، خاصة في المناطق الحدودية مع أزواد، حيث يستمر النشاط المسلح لجماعات إرهابية على غرار نصرة الإسلام والمسلمين. كما تعكس تصاعد التوتر بين القوات المالية المدعومة بمرتزقة فاغنر وبين هذه الجماعات المسلحة، مما يزيد من تعقيد المشهد الأمني والسياسي في البلاد.
يذكر أن هذه التطورات تأتي في وقت يعاني فيه الجيش المالي من ضغوط متزايدة بسبب الهجمات المتكررة، والتي تطرح تساؤلات حول فعالية استراتيجيته العسكرية، خاصة مع تورط مرتزقة فاغنر في المعارك إلى جانبه، وهي القوة التي أثارت جدلاً واسعًا بسبب سجلها الحقوقي في مناطق أخرى من العالم.
