مجازر وحشية في الوسط: إبادة ممنهجة وتدمير قسري للسكان في نامبالا
تتواصل الأوضاع الإنسانية المأساوية في منطقة أزواد، حيث شهدت بلدية نامبالا في 8 أكتوبر 2024 مجازر وحشية استهدفت السكان المحليين. وتحديدًا في منطقتي تولاجي ودوروجولي، حيث تم إعدام العديد من المدنيين بوحشية.
وفقًا لمصادر محلية، فقد تم قتل نحو عشرين شخصًا من القرويين في منازلهم وقراهم. وتشير التقارير إلى أن هذه المنطقة تخضع لعملية تدمير منهجي منذ أكثر من شهرين، بهدف إفراغها من السكان وتحويلها إلى منطقة مهجورة، على غرار ما يحدث في العديد من المناطق الأخرى. ويأتي هذا في إطار سياسة عنيفة تتبعها الجهات المسؤولة عن هذه الأعمال، التي يبدو أن هدفها الرئيسي هو طرد السكان الأصليين وتهجيرهم قسريًا.
منذ انطلاق هذه العملية الدموية، تم نهب كافة المتاجر الكبرى في المنطقة، ما أدى إلى إفلاس عدد كبير من التجار الذين كانوا يعتمدون على تجارتهم للبقاء على قيد الحياة. بالإضافة إلى ذلك، شهدت مدينة نامبالا، مركز البلدية، نزوحًا كبيرًا للسكان، حيث فرّ العديد منهم هربًا من العنف المتصاعد والتهديدات المستمرة.
أما القرى التي أُجبر سكانها على التجمع في القرية المركزية، فقد تم إحراقها بالكامل، فيما تم إعدام القلة الذين اختاروا البقاء بشكل فوري. كما رصدت العديد من حالات الاختفاء القسري، حيث لا يزال مصير العديد من الأشخاص مجهولًا.
وفي ظل هذا الوضع الكارثي، فإن المنطقة تعيش تحت حصار تام، حيث يُمنع الدخول والخروج منها. وتُشير المصادر إلى أن جميع الشخصيات البارزة والمعروفة في المنطقة وُضعت على قائمة الأشخاص المطلوب اعتقالهم أو تصفيتهم.
وسط هذه الأجواء المرعبة، تناشد الأصوات المحلية السلطات العليا وقادة المجتمع التدخل السريع لإنقاذ ما تبقى من شعب “ووواربي” الذي يتعرض للإبادة في أرض أجداده. تظل المسؤولية الأخلاقية والإنسانية ملقاة على عاتق المجتمع الدولي أيضًا، الذي عليه أن يتحرك لوقف هذه المجازر وحماية السكان المحليين من المزيد من الانتهاكات.
تعكس الأحداث الأخيرة في نامبالا، وغيرها من المناطق في أزواد، أزمة متصاعدة تهدد وجود العديد من الجماعات العرقية في المنطقة. إن ما يحدث هناك ليس فقط تدميرًا للبنية التحتية والاقتصاد المحلي، بل هو أيضًا محاولة لمحو الهوية الثقافية والتاريخية للسكان الأصليين، مما يجعل هذه المأساة قضية إنسانية ملحة تحتاج إلى تدخل سريع وشامل.
في الختام، يجب على الجميع العمل بشكل جاد وفوري من أجل إنهاء هذه المجازر الوحشية وحماية حقوق السكان الأصليين في أزواد. يجب أن تظل قضية حماية المدنيين في مقدمة الأولويات، ويجب على كل الجهات المعنية العمل على إيجاد حلول سياسية وإنسانية توقف هذا العنف المتصاعد وتعيد الأمل لسكان المنطقة في مستقبل آمن ومستقر.
المصدر: وكالة أزواد للإعلام والأنباء