موكب الجيش المالي: رحلة قصيرة في الصحراء تنتهي بالعودة إلى كيدال خالي الوفاض!
في تطور جديد، شهدت الأوضاع الأمنية والعسكرية في شمال مالي مفارقة تجسد الحالة الراهنة في البلاد. حيث غادر موكب عسكري تابع للجيش المالي مدينة كيدال صباح يوم الأربعاء، الموافق 16 أكتوبر، متوجهاً نحو الجنوب، في محاولة لتعزيز سيطرة الجيش على المناطق النائية التي تشهد توتراً وتصاعداً في نشاط الجماعات المسلحة. لكن وبعد أن قطع مسافة قصيرة تُقدَّر بـ 50 كيلومتراً فقط، واجه الموكب تحدياً غير متوقع، حيث تعطلت عرباته في الرمال الكثيفة التي عرقلت تقدمه، ما اضطره إلى اتخاذ قرار بالعودة إلى مدينة كيدال على وجه السرعة.
أسباب التعثر العسكري وعلامات الارتباك
يأتي هذا الفشل العسكري ليبرز جوانب متعددة من الارتباك والتحديات التي تواجه المجلس العسكري الحاكم في مالي بقيادة العقيد عاصمي غويتا. يُعزى تعثر الموكب، ليس فقط إلى الظروف الطبيعية الصعبة، بل يعكس أيضًا نقصاً في التخطيط الاستراتيجي وسوء التنسيق بين الوحدات المختلفة للجيش، مما يؤكد ضعف التأهب والجاهزية العسكرية في مواجهة التضاريس المعقدة التي تمتاز بها مناطق شمال مالي.
الدلالات والتداعيات
هذا الحادث ليس الأول من نوعه، لكنه يمثل دليلاً واضحاً على ما يبدو أنه نمط متكرر من الارتجال وسوء التقدير في التعامل مع التحديات الأمنية. وقد أثار الحادث تساؤلات حول قدرة المجلس العسكري على مواجهة الجماعات المسلحة، سواء تلك المصنفة كتنظيمات إرهابية أو الحركات الانفصالية التي تطالب بمزيد من الحكم الذاتي في إقليم أزواد.
تأثير الحادث على مصداقية الحكومة العسكرية
إن هذا الانسحاب السريع، وخاصة بعد قرار التقدم في منطقة حساسة كالتي تقع بين كيدال وتينيساكو، يلقي بظلال من الشك على قدرة الحكومة العسكرية على تنفيذ وعودها في فرض الأمن والاستقرار في البلاد. بل إنه، وبحسب المراقبين، يعكس ضعفًا واضحًا في التخطيط وتنسيق العمليات العسكرية، مما قد يؤدي إلى زعزعة ثقة الشركاء الدوليين والمحليين في المجلس العسكري.
مأزق غويتا: من ينقذ “الجندي القائد”؟
مع تكرار الأخطاء والتراجع المتزايد في مواجهة الجماعات المسلحة، تزداد الضغوط على العقيد غويتا. وبينما تلوح تساؤلات عدة حول جدوى الإجراءات التي يتخذها المجلس العسكري، يتساءل كثيرون عن الجهة التي ستتمكن من إنقاذ “الجندي القائد”، ليس فقط من مأزقه السياسي، بل أيضًا من تداعيات ضعف أدائه العسكري، الذي انعكس سلبًا على وضع البلاد بشكل عام.