صوت الحق
أخبار الساحل

الجزائر ترد بحزم على تصريحات المتحدث باسم المجلس العسكري المالي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.



في سابقة أثارت جدلاً واسعاً، أطلق المتحدث الرسمي باسم المجلس العسكري في مالي، عبد الله ميغا، تصريحات مثيرة للجدل أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث زعم أن الجزائر تتدخل في شؤون بلاده، وذهب إلى حد القول بأن “مالي ليست ولاية جزائرية”، مدعياً أن الجزائر تدعم من وصفهم بـ”الإرهابيين”. هذه التصريحات اعتبرها العديد من المراقبين تجاوزاً للأعراف الدبلوماسية، وانزلاقاً نحو خطاب استفزازي غير مسبوق.

رد الجزائر لم يتأخر كثيراً، فقد جاء حازماً وقوياً على لسان وزير الخارجية الجزائري، الذي رفض بشكل قاطع الدخول في جدال لفظي ينحدر إلى مستوى مماثل، مؤكداً أن الجزائر لن تنجر وراء هذه الاستفزازات اللفظية التي وصفها بـ”البذيئة” و”الوضيعة”.

وفي رده الصاعق، قال الوزير الجزائري: “لقد تفوه ممثل دولة من هذا الجوار ومن هذا الفضاء، وتجرأ على بلدي بكلام وضيع، لا يليق البتة بوقار مقام كهذا، ولا يصح البته مجارته في الاندفاع اللفظي التافه”. وأوضح الوزير أن الجزائر تلتزم دوماً بالرد بلغة مؤدبة ورائعة، تعكس أخلاقياتها الدبلوماسية، وتُظهر احترامها للتاريخ العريق من العلاقات بين دول وشعوب المنطقة.

وأضاف الوزير: “إن مثل هذه اللغة المنحطة، قليلة الأدب، لن يرد عليها بلدي إلا بلغة مؤدبة رائعة، وهي اللغة التي تعكس بصدق وفاءه وإخلاصه لما يجمعه بدول وشعوب المنطقة من روابط متجذرة، لا تتأثر ولا تهتز بالعوامل الظرفية العابرة، في سوءها وعلى رداءة من يقفون وراء إذكائها”.

وفي رسالة واضحة إلى من يروجون لهذه الاتهامات، أكد وزير الخارجية الجزائري أن بلاده لن تتأثر بمحاولات الاستفزاز، بل ستظل دائماً يداً ممدودة إلى جميع دول الجوار، من أجل بناء مستقبل آمن ومستقر في منطقة الساحل، قائلاً: “لدى بلدي إرادة صلبة ويد ممدودة وصدر رحب، كلما اقتضت الظروف التعاطي مع كل أشقائنا من أجل بناء صرح ساحلي ينعم بالأمن والأمان”.

يأتي هذا الرد الجزائري في وقت تشهد فيه العلاقات بين الجزائر ومالي توتراً متصاعداً، في ظل الاتهامات المتبادلة بشأن الأوضاع الأمنية في المنطقة. ومع ذلك، تؤكد الجزائر دوماً على التزامها بالعمل مع كافة الأطراف الإقليمية والدولية لتحقيق السلام والاستقرار في منطقة الساحل، مجددة رفضها القاطع للتدخل في الشؤون الداخلية للدول المجاورة.

ختاماً، يظل السؤال مطروحاً: هل ستساهم هذه التصريحات المتبادلة في تعميق الفجوة بين الجزائر ومالي، أم أن العقلانية والدبلوماسية ستتغلب في النهاية لبناء حوار إقليمي بنّاء؟

Slide Up
x

صحفي مستقل

أنا صحفي مستقل متخصص في تغطية الأحداث والقضايا الاجتماعية والسياسية في دول الساحل وأزواد. أركز على تسليط الضوء على التحديات الأمنية، حقوق الإنسان، والتنمية الاقتصادية في المنطقة. أسعى لتقديم تقارير موضوعية تعكس صوت المجتمعات المحلية وتساهم في زيادة الوعي الدولي حول القضايا الملحة التي تواجهها هذه المناطق. من خلال استخدام وسائل الإعلام التقليدية والرقمية، أعمل على توثيق التجارب الإنسانية وتعزيز الحوار حول الحلول المستدامة.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. قد يكون ذلك الخطاب المكتوب بتلك اللغة الرديئة، والكلمات البذيئة، اللا أخلاقية متفاهم عليه بين الدولتين الماكرتين لإظهار عكس حقيقتهما، ولإيهام الطرف الأزوادي بوجود سوء تفاهم بينهما، لكن ليتأكدوا أن المكر السيء لا يحيق إلا بأهله، وأننا عرفنا حقيقتهما وخبثهما المتجذر، وأننا لن نرضخ لأي إملاءات من أي طرف، ضد القضية الأزوادية، وضد مصلحة الشعب الأزوادي.

اترك رد

error: Content is protected !!