استمرار تفشي الملاريا في أزواد وسط تجاهل السلطات الإرهابية في باماكو
يواصل مرض الملاريا الفتاك حصد أرواح الشعب الأزوادي منذ أسابيع، وسط تجاهل واضح من السلطات العسكرية في باماكو. تفشى الوباء بشكل كبير في المناطق الحدودية مع الجزائر، حيث لقي نحو 200 مدني حتفهم، من بينهم نساء وأطفال وعلماء. هذا الوضع المأساوي يعكس حجم الكارثة الصحية التي يعيشها أهالي أزواد، في ظل غياب الدعم والإجراءات الفعالة من الحكومة المركزية.
وفي سياق هذه الخسائر الأليمة، تلقينا اليوم السبت، 28 سبتمبر 2024، ببالغ الحزن والأسى خبر وفاة شيخنا وعالمنا عالي بن المنذر بن محمد، من قبيلة كل إنجارن أبناء موسان إيتا، وأحد كبار علماء أزواد بشكل عام وولاية تمبكتو بشكل خاص. وبهذه المناسبة الحزينة، نتقدم بخالص التعازي والمواساة لعائلة الفقيد خاصة ولعموم المسلمين.
إنا لله وإنا إليه راجعون.
لله ما أخذ وله ما أعطى، وكل شيء عنده بأجل مسمى، فلتصبروا ولتحتسبوا.
اللهم اغفر له وارحمه، وعافه، واعف عنه، وأكرم نُزُله، ووسع مُدخله، واغسله بالماء والثلج والبرد، ونقه من الخطايا كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس، وأبدله داراً خيراً من داره، وأدخله الجنة، وأعذه من عذاب القبر ومن عذاب النار.
في ظل هذا الوضع الصحي المتدهور، وجه السيد الشيخ أغ أوفين، عالم البيولوجيا الطِّبية ومدير المستشفى، والدكتور موسى باغايوغو نداءً عاجلاً للمساعدة في مواجهة وباء الملاريا الذي تفشى في مناطق تنزاواتين، تلهنداك، وإنفارق. حيث أكد المسؤولان في بيانهما أن المرافق الصحية في هذه المناطق باتت مكتظة بالمرضى، والموارد الطبية أصبحت غير كافية، مما أدى إلى صعوبة متزايدة في الحصول على العلاجات اللازمة.
أوضحا أن الوضع أصبح حرجاً ويتطلب تدخلاً عاجلاً من الشركاء الدوليين وأصحاب النوايا الحسنة لدعم جهود مكافحة الملاريا، عبر توفير الأدوية، المعدات، والمساعدات الفنية. كما حثا المسؤولين المحليين والآباء على اتخاذ تدابير وقائية لتجنب الإصابة، مؤكدين أن الملاريا، رغم خطورتها، قابلة للعلاج إذا تم التعامل معها في الوقت المناسب.
أضاف المسؤولان: “إذا شعرتم بأعراض مثل الحمى العالية أو التعب الشديد، يجب التوجه فوراً إلى أقرب مركز صحي لتلقي العلاج المناسب وعدم تأخير الرعاية الطبية لتجنب مضاعفات خطيرة.”