أخبار أزواد

أزواد : قيادي من CSP-DPA يكشف الخطوة القادمة للإطار الإستراتيجي الدائم ( مقابلة )

الدفاع عن الحرية: الإطار الاستراتيجي الدائم ومساعي الشعب الأزوادي نحو الاستقلال

في ظل الأوضاع المتأزمة في منطقة أزواد وتصاعد التوترات مع الحكومة المالية، يظهر الإطار الاستراتيجي الدائم للدفاع عن الشعب الأزوادي كممثل رئيسي لصوت الأزواديين الساعين نحو التحرر الكامل. وفي مقابلة مع قناة صحراء 24، أكد السيد بن بيلا، القيادي البارز في الإطار الاستراتيجي، على أن “الخطوة القادمة هي الدفاع عن الشعب الأزوادي حتى نحصل على حريتنا كاملة، غير منقوصة.” هذا الموقف يعكس إصرار الحركات الأزوادية على الحفاظ على حقوقهم والدفاع عن أرضهم وشعبهم، سواء بالطرق السلمية أو باستخدام السلاح.

خرق اتفاق الجزائر ومسؤولية مالي

أشار السيد بن بيلا إلى أن مالي هي المسؤولة عن خرق اتفاق الجزائر للسلام والمصالحة، والذي كان يمثل قاعدة هامة لتثبيت الاستقرار في المنطقة. وأوضح أن الحكومة المالية هي من بادرت بالهجوم على مواقع الحركات الأزوادية، متهماً إياها بأنها أول من أطلق النار، وهو ما أدى إلى تجدد الصراع. يُذكر أن اتفاق الجزائر وُقّع في 2015 وكان من المفترض أن يساهم في تحقيق تسوية سلمية، إلا أن هذا الاتفاق تعثّر مراراً بسبب خروقات من الطرف المالي، حسب ما ذكره بن بيلا.

في هذا السياق، دحض بن بيلا الرواية القائلة بأن هذه الحرب جاءت كنتيجة لرغبة الأزواديين في السيطرة على مقرات الأمم المتحدة، مؤكداً أن منطقة فويتا، التي كانت أول نقطة تتعرض للهجوم من قبل الجيش المالي في 4 أغسطس 2023، لا توجد بها أي منشآت للأمم المتحدة ولا مقرات لقوات المينوسما.

نضال مستمر وتأكيد على وحدة الصف الأزوادي

كما أكد القيادي الأزوادي على أن جميع الحركات الأزوادية التي تضع نصب عينيها الدفاع عن الشعب الأزوادي هي محل ترحيب وتضامن. ودعا جميع الأزواديين، خاصة المقيمين في مالي، إلى الوقوف صفاً واحداً في مواجهة ما وصفه بسياسات القمع المالي تجاه الأزواديين. من جانبه، أضاف بن بيلا أن الأزواديين عانوا على مدار عقود طويلة من القمع والإهمال، مذكراً بتجاربهم المؤلمة منذ ثورة 1963 مروراً بالجفاف القاسي الذي ضرب المنطقة في عام 1973 والذي أدى إلى وفاة آلاف الأطفال نتيجة نقص الرعاية الصحية والخدمات الأساسية.

أوضح بن بيلا أن دولة مالي، التي وصفها بـ”العنصرية”، لم تكن تعتبر الأزواديين مواطنين أصليين، بل تعاملت معهم على أنهم غرباء في أرضهم. وأضاف أن هذا الإهمال التاريخي للأزواديين والتمييز الذي مورس ضدهم جعل من الصعب جداً التعايش مع مالي اليوم، متسائلاً عن كيف يمكن لأي أزوادي أن يدافع عن دولة سامته أشد أنواع العذاب لعدة عقود.

هل يتحقق السلام أم أن الحرب مستمرة؟

التحديات التي تواجه الإطار الاستراتيجي الدائم للدفاع عن الشعب الأزوادي لا تقتصر فقط على المواجهة العسكرية مع مالي، بل تشمل أيضاً الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعيشها الأزواديون. فأزواد، التي تعاني من ضعف في البنية التحتية، ونقص في الرعاية الصحية، وتدهور الظروف المعيشية، تواجه مستقبلاً غامضاً ما لم يتحقق حل عادل وشامل.

يبقى السؤال الكبير مطروحاً: هل ستستجيب مالي للمطالب الأزواديين بالتفاوض بجدية وتحقيق تسوية شاملة؟ أم أن خيار السلاح سيظل الوسيلة الوحيدة لضمان حقوق الأزواديين؟

إن الإجابة على هذه الأسئلة ستكون حاسمة في تحديد مستقبل أزواد، والموقف الأزوادي الواضح، كما عبر عنه السيد بن بيلا، هو أن الشعب الأزوادي مصمم على الحصول على حقوقه كاملة، سواء بالسلام أو بالسلاح.

x

صحفي مستقل

أنا صحفي مستقل متخصص في تغطية الأحداث والقضايا الاجتماعية والسياسية في دول الساحل وأزواد. أركز على تسليط الضوء على التحديات الأمنية، حقوق الإنسان، والتنمية الاقتصادية في المنطقة. أسعى لتقديم تقارير موضوعية تعكس صوت المجتمعات المحلية وتساهم في زيادة الوعي الدولي حول القضايا الملحة التي تواجهها هذه المناطق. من خلال استخدام وسائل الإعلام التقليدية والرقمية، أعمل على توثيق التجارب الإنسانية وتعزيز الحوار حول الحلول المستدامة.

مقالات ذات صلة

اترك رد

error: Content is protected !!