أخبار الساحل

الإقالة المفاجئة لوزير النفط النيجيري: هل تعزز سيطرة الرئيس السابق محمدو إيسوفو على المجلس العسكري؟

في تطور مفاجئ يعكس تعقيدات الساحة السياسية في النيجر، تم إقالة وزير النفط النيجيري، مهامان مصطفى بركي، بشكل مفاجئ وقاسٍ مساء الجمعة 16 أغسطس. وتم استبداله على الفور بسحابي عمروا، الذي كان يشغل منصب المستشار القانوني للرئيس السابق محمدو إيسوفو في اتفاقية التجارة الحرة القارية الأفريقية (زليكا). هذا التعيين الجديد يثير تساؤلات حول مدى تأثير إيسوفو على المجلس العسكري الحاكم، وهل هو مجرد صدفة أم خطوة أخرى تؤكد تورط إيسوفو في الانقلاب على الرئيس محمد بازوم؟

جاء هذا الخبر عبر بيان مقتضب من الحكومة، مما أثار دهشة وصدمة الرأي العام. تُعد هذه الإقالة ضربة موجعة لرئيس الوزراء لامين زين، الذي فقد أحد أبرز أعوانه في الحكومة. يُذكر أن بركي، الذي أُقيل في وقت كان خارج البلاد في مهمة رسمية في تايلاند، هو صديق مقرب ورفيق درب لرئيس الوزراء منذ أيام دراستهما في كلية لاكو في زيندر. العلاقة الوثيقة بينهما كانت محط شكوك لدى العديد من النيجيريين، حيث بدا أن بركي هو الحامي والموجه الأساسي لزين في الحكومة.

إقالة مهامان مصطفى بركي، الذي يُعد اليد اليمنى لرئيس الوزراء، قد تكون مؤشرًا على تصاعد نفوذ محمدو إيسوفو داخل المجلس العسكري الحاكم، وربما تدفع نحو إعادة ترتيب المشهد السياسي بشكل يعزز نفوذ إيسوفو على حساب حلفاء الرئيس المعزول محمد بازوم. هذا التطور يطرح تساؤلات حول مدى استقرار الحكومة الحالية، خاصة مع التقارير التي تشير إلى تزايد عزلة لامين زين وتراجع دوره الفعلي في إدارة شؤون البلاد.

في ظل هذه التطورات، توجه لامين زين إلى تشاد، في خطوة قد تكون بحثًا عن دعم خارجي في مواجهة الضغوط الداخلية المتزايدة. يبقى السؤال: هل سيتمكن رئيس الوزراء من الصمود في ظل هذه العواصف السياسية، أم أن الإقالة المفاجئة لبركي هي بداية النهاية لسلطته؟ وهل يتحرك محمدو إيسوفو في الخفاء لتثبيت نفوذه والسيطرة على المشهد السياسي في النيجر بعد الانقلاب؟ الأيام القادمة قد تحمل الإجابات.

x

صحفي مستقل

أنا صحفي مستقل متخصص في تغطية الأحداث والقضايا الاجتماعية والسياسية في دول الساحل وأزواد. أركز على تسليط الضوء على التحديات الأمنية، حقوق الإنسان، والتنمية الاقتصادية في المنطقة. أسعى لتقديم تقارير موضوعية تعكس صوت المجتمعات المحلية وتساهم في زيادة الوعي الدولي حول القضايا الملحة التي تواجهها هذه المناطق. من خلال استخدام وسائل الإعلام التقليدية والرقمية، أعمل على توثيق التجارب الإنسانية وتعزيز الحوار حول الحلول المستدامة.

مقالات ذات صلة

اترك رد

error: Content is protected !!