من ” أزواد ” ستبدأ الحرب في ليبيا بين روسياوأمريكا” د . أيمن السيسي
هل هناك بوادر حرب أهلية في ليبيا؟ سؤال أرسله لي قارئ وأتبعه بتمنيه عدم نشوبها ، إلا أنها بالفعل واقعة لا ريب فيها ، والتمني هو حالنا جميعا في بلادنا المنكوبة من المحيط إلى الخليج ، لأننا سئمنا الحرب والفشل والقتل وضياع المال و تدمير البلاد ن ولكن الواقع أننا بالفعل دخلنا مرحلة بئس المصير ، وأن أهم المخاضات الرخوة زمنيا ومكانيا هي في عالمنا العربي ، ومنها سيبدأ الإشعال الثاني منها بعد الإشعال الأول الذي بدأ بصخب المظاهرات والثورات التي كانت في حقيقتها تعبر عن فشل مشروع ” الدولة الوطنية ” ، وأكرر أن ليبيا والسودان حجري زاوية في حصار مصر وفي إمتداد النيران في المنطقة كمقدمة للإشتعال الثالث الذي سينطلق من مخاضات رخوة أخرى في العالم وهي بولندا وبحر الصين الجنوبي لتبدأ الحرب العالمية بمرحلتها المدمرة ، ولم يكن الإختلاف على نتيجة إنتخابات رئيس المجلس الأعلى للدولة سببا في الأزمة الأخيرة ، ولكن تحرك الجيش الليبي (فرع الشرق ) إلى الحدود الجنوبية الغربية لليبيا مع الجزائر هو الذي فجر الأزمة ، لتهب أمريكا والمانيا وفرنسا وانجلترا للتحذير من أزمات قادمة ، وهو ما بدأ منذ فترة وتأكد بارتفاع الروح المعنوية لدى الجانب الأطلسي (أوربا وأمريكا) بعد الهزيمة النكراء التي تعرضت لها مليشيا الفيلق الأفريقي أو فاجنر سابقا في تيزوانتين شمال إقليم أزواد رفقة الجيش المالي ومقتل وإصابة وأسر العشرات في أول وأكبر هزيمة تتعر ض لها روسيا في أفريقيا فتحركت أرتال جيش الشرق الليبي لدعم فاجنر بايجاد ظهير لها قريبا جغرافيا ….. و لمعاقبة الجزائر التي سبق أن قامت إثر حرب أوكرانيا بامداد أوربا بالغاز ، وبرغم ان كمياته لايمكن تعويض النقص في الغز الروسي ، ولكن تجرؤها على تقديم نفسها بديلا لروسيا فجر خلافات مكتومة بين البلدين ، في حين أن بوتين كان يرغب دعمها في فتح جبهة جديدة ضد أمريكا وأوربا في الغرب الأفريقي ، وهنا بدأت الإجراءات العقابية الروسية ضدها بداية بتحريض مالي على إلغاء إتفاقية الجزائر (بين الحركات الأزوادية ومالي ) مرورا بتحرشات فاجنر ، وإحداث إضطرابات أمنية على حدودها الجنوبية ، وعتابها على التقصير في مد روسيا بمعلومات استخباراتية حول تحركات الأزواديين وما يتردد حول تدخل ودور أوكراني في معركة ” أشبرش ” و المساعدات اللوجستية الأوكرانية للجيش الأزوادي وأكد للروس ما تناثر من معلومات حول دعمها الحركات الأزوادية وليس إنتهاء بتحرك الجيش الليبي إلى حدودها عند معبر ” الدبداب ” و بوابة ” تخرخوري ” على الحدود الجنوبية الشرقية للجزائر وهي المناطق التي تضم أغلب حقول النفط و الغاز الجزائرية في مناطق البورمة وحاسي مسعود وعين أميناس التي يمثل عائدها أكثر من 90% من الدخل القومي الجزائري ، وهو في ظني تهديد كبير للجزائر لتشتيت الجهد العسكري الجزائري وإجبارها على إعادة توزيع قواتها ، خصوصا أن مناطق الشرق تقل فيها القوات مقارنة بحدودها الغربية والجنوبية . يتزامن ذلك مع إعلان قاسم كوليبالي وزير دفاع بوركينا عن التحضير لقيام إتحاد فيدرالي بين مالي والنيجر وبلاده، وذلك بالتأكيد سيكون تحت الإشراف والدعم الروسي ، وهكذا سيعاد ترتيب المشهد العسكري في شمال أفريقيا والصحراء الكبرى ، ولأن ليبيا هي المنطقة الأكثر رخاوة في هذا النطاق الجغرافي بدأ المخطط بالورقة الخطأ في إنتخاب رئيس مجلس الدولة ، ثم إعلان حالة التأهب القصوى في الجيش الليبي ( الفرع الغربي- طرابلس ) وهنا أرى أنهما أمريكا وروسيا ستبدأن الحرب الصغرى في أفريقيا شما ل وجنوب الصحراء أو على الأقل إحداث فوضى شاملة تمهيدا للحرب وهما يتهيئان لذلك منذ مدة ، فقبل شهور قامت قيادة ” الأفريكوم ” بتدريب ثلاث ألوية في جيش الغرب الليبي هي لواء 111 ولواء 444 و51 لواء ، واتفق القائم بأعمال السفارة الأمريكية في طرابلس مع الفريق محمد الحداد رئيس الاركان العامة في القوات المسلحة في طرابلس ومعاونه اللواء النمروش قائد المنطقة العسكرية الغربية و محمود حمزة رئيس المخابرات العسكرية في الغرب الليبي و قوجيل قائد اللواء 4 44 على تعزيز تبادل المعلومات الاستخباراتية و مواصلة الشراكة الأمنية بينهما ِ، ومؤخرا بدأت أمريكا مؤخرا تدريبات ” الرعد الغامض” مع الجيش المغربي في “صحراء” أجادير بمشاركة ألمانيا وإنجلترا وإيطاليا والتيشيك والتي ستنتهي الجمعة (24 أغسطس) ، وذلك يتزامن مع التقدم الأوكرانيات الحرب حيث نفذت أوكرانيا مؤخرا أكبر هجمات برية لها ، وتوغلت في مناطق تبعد نحو 30 كيلومترا داخل الحدود الروسية في مقاطعة كورسك، مما أجبر عشرات الآلاف من المدنيين الروس إلى الفرار من المنطقةوهي أكبر عملية هجومية لجيش أجنبي على الأراضي الروسية منذ الحرب العالمية الثانية.أما أدوات الإشتعال في ليبيا بعد تحرك جيش الشرق فقد تمثلت في إعلان رئيس مجلس النواب عقيلة صالح انقضاء مدة المجلس الرئاسي وحكومة الدبيبة حسب إتفاق جنيف وأن الحل في ليبيا هو… ” التقسيم ” للثروة بين الأقاليم الثلاث ، ليبدأ التلاسن في التصريحات ، فيرد موسى الكوني نائب رئيس المجلس الرئاسي بأن من صلاحيات مجلسه الرئاسي تجميد عمل الحكومة ومجلسي النواب والدولة، واعتبر عبد الحميد الدبيبة رئيس الحكومة الملغاة (من طرف البرلمان) أن البرلمان طرف سياسي يصارع من أجل التمديد ، ولذلك فإن قراره لا يعتد به وأن الحكومة تتعامل مع مثل هذه القرارات على أنها رأي سياسي ، ثم أصدر قرارا بإعادة تشكيل مجلس إدارة مؤسسة النفط (مصدر الدخل للجميع ) في رد فعل لخلط الأوراق ، وبهذا التشكيك المتبادل بين جميع المكونات الحاكمة في ليبيا والتي تمتلك ميليشات فضلا عن الجيش في الغرب وهو جيد التسليح ،إضافة إلى جماعات أخري مسلحة ستعلن عن وجودها ومشاركتها وستسهم في اشتعال النيران لتبدأ الفوضى إن لم يكن هناك رأي آخر لروسيا وأمريكا