عدد المشاهدات:
81
تحالف الوهم بين الرباط وباماكو: صفقة محرجة وتدريب مغربي لمقاتلي داعش في ليبتاكو-غورما ( الصحافة الجزائرية )
إن بيع وهم ما يُسمى “النصر الدبلوماسي” هو هدف هذه المسرحية سيّئة الإخراج، التي أعدها المخزن، مع حليفه في المجلس العسكري في مالي، أسيمي غويتا، لجعل الرأي العام عندهما يعتقد بأن “عملية كبرى” قد تم تنفيذها من قبل أجهزة استخباراتهما، أي المديرية العامة للدراسات والمستندات (المخابرات الخارجية المغربية) والوكالة الوطنية لأمن الدولة (الأمن المالي).
ظهر سائقو الشاحنات المغاربة الأربعة، الذين اختطفوا في 18 جانفي في شمال بوركينا فاسو بالقرب من الحدود مع النيجر، على شاشة التلفزيون الوطني المالي مساء الاثنين 4 أوت، إلى جانب الرئيس المُعين مدى الحياة للفترة الانتقالية في مالي، أسيمي غويتا، في مشهد يهدف إلى تبييض صورة المخزن والنظام المالي، المحاصرين من قبل شعوبها، التي تجد نفسها فريسة للقمع والإفقار المتزايد.
عرض دعائي، بسعر باهظ
في أعقاب عزلتهما، ابتكر النظامان في باماكو والرباط عرضاً دعائياً، يُعطي الانطباع بوجود تنسيق أمني في مكافحة الإرهاب العابر للحدود.
إن دفع الفدية للجماعات الإرهابية، في انتهاك لقرارات مجلس الأمن الأممي، وإطلاق سراح قادة إرهابيين، مثل دادي ولد الشايب، الملقب بأبو الدرداء، يبدو وكأنه “صفقة دبلوماسية” رخيصة لا تقنع أحداً، والتي تؤكد بالتالي ارتباطات أجهزة المخابرات المغربية الوثيقة بالجماعات الإرهابية وحلفائها في شبكات الاتجار بالمخدرات، كما يتضح من الروابط مع المنظمة الإرهابية الهالكة للجماعة الإسلامية المسلحة (الجيا) وبيادقها من الجبهة الإسلامية للإنقاذ السابقة المُحلة، خلال العشرية السوداء في التسعينيات من القرن الماضي، كما هول الحال، اليوم، مع التنظيمات الإرهابية “رشاد”، و”الماك”، والتي تستفيد إلى حد كبير من سهولة الحركة، والتغطية الإعلامية، والدعاية والتمويل وتبييض الأموال.
إن نظام المخزن الذي وضع على عاتقه مهمة تدريب الأئمة الماليين، أصبح في مرمى نيران المنظمات والهيئات الدولية التي تحارب الإرهاب، والتي تربط الإرهاب العابر للحدود بتجارة المخدرات، وتجارة الأسلحة، وتجارة البشر، والهجرة، والتي تعد بلاد “أمير المؤمنين” بطلة عالمية فيها.
وحتى فضيحة بارون المخدرات المالي المعروف باسم “إسكوبار الصحراء”، كشفت عن استفادت الأخير من إنجاز مشاريع هيكلية في البناء والري، عبر شركات تم إنشاؤها في المغرب لأغراض تبييض أموال المخدرات والإرهاب.
ولم تسلم الرياضة أيضا من هذه الفضائح، كما هو الحال مع تمويل نادي الوداد البيضاوي، الذي اتهم رئيسه السابق بالتواطؤ مع تاجر المخدرات المالي، زوج المغنية المغربية لطيفة رأفت.
علاوة على ذلك، تُعتبر البنوك المغربية قنوات لتبييض أموال الإرهاب والاتجار بالمخدرات، لا سيما في منطقة جنوب الصحراء الكبرى. وتصل هذه القنوات إلى الإمارات العربية المتحدة، موطن محمد بن زايد، الداعم الرئيسي لنظام المخزن، الذي جعل من دول الساحل وجهة جديدة لنشر الفوضى في القارة الإفريقية.
دمى المخزن في خدمة الإرهاب
في هذه العمليات التمويهية، يستخدم نظام المخزن صحراويين منبطحين لاستعمار الصحراء الغربية، والمعروفين بكونهم أباطرة تهريب مخدرات وبشر. ومن هذا المنطلق، فإن التعاون بين أجهزة المخزن وتنظيم “داعش” الإرهابي هو الذي دفع مدربين مغاربة، متنكرين في زي سائقي شاحنات، إلى محاكاة عملية اختطافهم، وفقًا لمصادر في أزواد.
وأفادت مصادر بوجود مدربين مغاربة يعملون بشكل نشط لتدريب مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي في الصحراء الكبرى، فيما يُسمى بمنطقة “الحدود الثلاثة”. ويُقدم هذا التدريب العسكري والأيديولوجي والتكتيكي في مالي، بمباركة المجلس العسكري في باماكو.
هؤلاء المدربون المغاربة، الذين تم تحديد هويتهم، على أنهم ينتمون إلى دوائر أمنية أو دينية متطرفة، نُشِروا في معسكرات سرية تقع في منطقتي ليبتاكو-غورما، أين يقوم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي بتجنيد عناصره وتسليحهم وتدريبهم. فيما مهمتهم: الإشراف على مجموعات من الجهاديين الشباب من منطقة الساحل والمغرب العربي وخارجها، لتعزيز القدرات العملياتية للتنظيم الإرهابي في حملاته ضد السكان المدنيين وجماعات المقاومة الطوارقية.
يذكر أن أجهزة الاستخبارات الإسبانية كانت قد حذرت خلال مؤتمر حول الجهادية عُقد في مدريد يوم 30 جوان الماضي من التجنيد المكثف والمتزايد للمغاربة في المنظمات الإرهابية التي تأسست في مختلف بلدان الساحل الإفريقي خلال العامين الماضيين.
وانتهزت المخابرات الإسبانية هذه الفرصة لتبرئة مقاتلي البوليساريو الصحراويين، نافية الحملات التشهيرية التي يشنها نظام المخزن بخصوص تواجد عناصر من حركة التحرير الصحراوية ضمن المنظمات الإرهابية الناشطة في منطقة الساحل.
عنوان حول رؤية الصحافة الجزائرية لبيع الوهم بين مالي و المغرب و تدريب المغرب للارهائبيين في ليبتاكو غورما
زكرياء حبيبي – الخبر
Share this content:
اترك رد