عدد المشاهدات: 0

ضربات موجعة للجيش البوركيني: اغتنام أسلحة وطائرات مسيرة في هجومين متزامنين!

شهدت مناطق متفرقة في بوركينا فاسو، على مدى الأيام الماضية، سلسلة من الهجمات المنسقة والموجعة التي استهدفت نقاطًا عسكرية تابعة للجيش والميليشيات المحلية، مما أسفر عن خسائر في صفوف الميليشيات واغتنام كميات كبيرة من الأسلحة والمعدات العسكرية. هذه الهجمات جاءت في سياق تصعيد حاد في العمليات المسلحة ضد القوى الأمنية والميليشيات الموالية للحكومة، وتعكس قدرة الفصائل المسلحة على شن هجمات نوعية في محاور عدة، تعكس استراتيجية واضحة تهدف إلى زعزعة الاستقرار في مناطق حيوية.

في محور (تاغو) بمحافظة (باسوري)، نفذت فصائل مسلحة هجومًا عنيفًا على نقطة عسكرية تابعة للميليشيات البوركينية، حيث أسفر الاشتباك عن مقتل عنصرين من هذه الميليشيات، بالإضافة إلى تمكن المهاجمين من اغتنام أسلحة كلاشنيكوف، ودراجات نارية، وأمتعة عسكرية أخرى متنوعة. هذه العملية تؤكد قدرة الفصائل المسلحة على استهداف مواقع ميليشيات تدعم الجيش والحكومة، ما يشكل ضربة قوية لقدراتها اللوجستية والقتالية.

في نفس السياق، وفي ولاية (كيا)، وتحديدًا في منطقتي (دارغوي) و(بسوم)، شنت الفصائل المسلحة هجمات متتالية على نقاط عسكرية كانت تحت سيطرة الجيش والميليشيات. في هجوم يوم الجمعة الماضي على نقطة (دارغوي)، تمكن المهاجمون من اغتنام كلاشنيكوف ودراجات نارية وأمتعة أخرى، في ضربة جديدة تعكس التخطيط الجيد والتنسيق العالي بين وحدات الهجوم.

أما في (بسوم) بولاية (كيا) فقد شهدت نقطة عسكرية أخرى هجومًا مباغتًا يوم الخميس الماضي، أسفر عن اغتنام أسلحة متنوعة من بينها سلاح بيكا الثقيل وأربعة بنادق كلاشنيكوف، بالإضافة إلى طائرة مسيرة من نوع دي جي آي (DJI)، وأمتعة عسكرية أخرى. يوضح هذا النجاح الميداني التنامي الكبير في القدرات القتالية للفصائل المسلحة، وخاصة في الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة مثل الطائرات المسيرة في عمليات الاستطلاع والهجوم.

تكرار هذه الهجمات واستهداف محورين مختلفين في ولاية (كيا) ومحافظة (باسوري) يظهر أن الفصائل المسلحة تمتلك قدرة تكتيكية على التوسع وتنفيذ ضربات متزامنة ومتعددة الأهداف، مما يعزز من هجومها ويزيد من إرباك القوات الحكومية والميليشيات التابعة لها. هذه العمليات ليست مجرد هجمات عابرة، بل تعكس خططًا استراتيجية هدفها تقويض تواجد الجيش في هذه المناطق، وفرض واقع جديد على الأرض.

وفي ضوء هذه التطورات، تبرز ضرورة إعادة تقييم استراتيجيات الأمن والدفاع في بوركينا فاسو، خصوصًا في المناطق الحساسة التي تشهد نشاطًا مكثفًا للفصائل المسلحة. فشل السلطات في تأمين هذه النقاط يفتح الباب أمام مزيد من التمدد المسلح، وهو ما قد يؤدي إلى انفلات أمني أوسع يطال الحدود المشتركة مع دول الجوار.

في الختام، فإن هجمات (تاغو)، و(دارغوي)، و(بسوم) تشكل مثالًا واضحًا على التحديات الكبيرة التي تواجهها بوركينا فاسو في معركتها ضد الميليشيات والجماعات المسلحة. هذه العمليات المسلحة تتطلب رداً عسكرياً وأمنيًا منسقاً، بالإضافة إلى دعم إقليمي ودولي لمساعدة الحكومة في إعادة الاستقرار وضمان أمن المواطنين وحماية الحدود، خاصة مع تنامي خطر توسع الجماعات المسلحة في منطقة الساحل الإفريقي.

Share this content:

أنا صحفي مستقل متخصص في تغطية الأحداث والقضايا الاجتماعية والسياسية في دول الساحل وأزواد. أركز على تسليط الضوء على التحديات الأمنية، حقوق الإنسان، والتنمية الاقتصادية في المنطقة. أسعى لتقديم تقارير موضوعية تعكس صوت المجتمعات المحلية وتساهم في زيادة الوعي الدولي حول القضايا الملحة التي تواجهها هذه المناطق. من خلال استخدام وسائل الإعلام التقليدية والرقمية، أعمل على توثيق التجارب الإنسانية وتعزيز الحوار حول الحلول المستدامة.

قد يعجبك

error: Content is protected !!