عدد المشاهدات: 92

في 13 يونيو: جبهة تحرير أزواد تحقّق النصر… والجيش المالي يكتب بيانًا من الوهم

في خضم المعركة المتواصلة أزواد، وتحديدًا على محور أنفيف – أغلهوك، خرج الجيش المالي يوم الجمعة 13 يونيو 2025 ببيان يزعم فيه تحقيق “نصر ساحق” على من وصفهم بـ”خلايا إرهابية”، مدعيًا أن قواته تصدت لكمين شمال قرية أنومالان وواصلت تقدمها دون خسائر تُذكَر.

لكن الحقيقة، كما وثقتها جبهة تحرير أزواد في بيانها الصادر في اليوم ذاته، ترسم صورة مغايرة تمامًا، بل تكشف هشاشة الرواية الرسمية المالية، وتُظهر بكل وضوح أن ما حدث لم يكن انتصارًا، بل انهيارًا ميدانيًا حاولت قيادة باماكو تغليفه بالكذب والتهويل، بينما سُحقت قوافلها على رمال أزواد العطشى للحرية.

🟥 بيان الجيش المالي: مثال صارخ على الإنكار والتخلف الأخلاقي

في سطور خالية من الروح، خلت من أسماء، من وجوه، من دماء، من تضحيات، قدمت المؤسسة العسكرية المالية بيانًا لا يمكن وصفه إلا بأنه أبشع صور الإهانة لجنودها. فحتى حين تعرّض رتلهم للهجوم، لم يُعترف بأي خسارة، لا في الأرواح ولا في العتاد، وكأن الجنود الذين يسقطون على الطرقات مجرد جيف لا تستحق الذكر، أو كأن دماءهم تُمسح بمحرمة إعلامية عابرة على مكاتب الناطق الرسمي.

أيّ جيش هذا الذي لا يحفظ كرامة قتلاه؟ أي قيادة هذه التي تُدير حربًا دعائية وتترك جنودها يموتون بصمت؟ ألهذا الحدّ أرخصتُم دماءكم، أم أن الخوف من الحقيقة أقوى من شرف الجندية؟

إن التخلف عن سرد الواقع، والهروب إلى أكاذيب “التحكم الكامل”، هو بالضبط ما أدّى إلى تفكك الجيوش في أكثر الدول هشاشة. فحين يُكذبُ على الشعب، يُكذبُ على الجنود، وحين يُكذبُ على الجنود، تنهار الجبهة من الداخل، قبل أن تسحقها بنادق الخارج.

🟩 بيان جبهة تحرير أزواد: بلاغة المقاومة وصدق الأحرار

في مقابل تلك العبارات الميتة القادمة من باماكو، جاء بيان جبهة تحرير أزواد كوثيقة شرف، نابضة بالحياة، مشبعة بالصدق، مشحونة بروح المقاتل الحر الذي لا يُخفي آلامه، ولا يخجل من دماء شهدائه، بل يُسطّرها مدادًا للكرامة.

يا لروعة البيان، ويا لعظمة سطوره! جبهة تُهاجم، تُصيب، وتنتصر، ثم تقف بكل شجاعة لتقول:

“نحتسب ثلاثة شهداء، وسبعة جرحى، ونُعزّي أسرهم، ونسأل الله لهم الفردوس.”

أي بيان هذا الذي يجمع بين الاحتراف العسكري والأدب الأخلاقي والوفاء للرفاق؟ أي شرف أعظم من أن تعترف بدماء رجال حملوا سلاحهم دفاعًا عن أرضهم، دون أن يُمحى اسمهم من سجلّ المعركة كما يفعل من باع شرف الميدان مقابل صورة في نشرة أخبار الساعة الثامنة؟

جبهة تحرير أزواد لم تنسَ رجالها. لم تتاجر ببطولتهم. لم تتنكر لشهدائها. بل جعلت من دمائهم عهدًا جديدًا لمواصلة التحرير.

🧭 من ينتصر حقًا؟ من يُقاتل من أجل وطن… أم من يُكذب من أجل سلطة؟

الواقع يُثبت – مرة تلو أخرى – أن المعركة في أزواد لم تعد فقط معركة بنادق وطائرات مسيرة، بل هي أيضًا معركة بيانات، ومعركة أخلاق. وفي هذا الميدان، لا يمكن للجيش المالي أن يزاحم من يحمل قضية، وشعب، وتاريخ مقاومة.

فأي نصر تدّعيه قيادة تنكر حتى موتاها؟ وأي جيش هذا الذي لا يملك شجاعة الاعتراف بالخسائر؟ بينما تقف أمامه مقاومة تُعلن أسماء شهدائها، وتُكرّم جرحاها، وتُفصّل نتائجها الميدانية بالتواريخ والأماكن والمعدات المستولى عليها، في بيان لا يصدر إلا عن رجال يعرفون معنى الحرية ومعنى الصدق.

✊ الخلاصة: بيان الأحرار ينتصر، وكذب الدولة ينهار

ما جرى في محور أغلهوك ليس مجرد كمين، بل فضيحة أخلاقية لجيش فقد بوصلة الشرف. بيان جبهة تحرير أزواد ليس فقط أصدق رواية، بل هو أيضًا أكثرهم احترامًا للدماء، وأكثرهم صراحة أمام التاريخ.

وسيبقى الفرق واضحًا:

  • هناك من يُقاتل ليحيا شعبه بحرية،
  • وهناك من يُقاتل ليبقى على الكرسي، حتى لو احترق كل الجنود.

🖋️ المجد لشهداء أزواد.

الخلود لمن صدقوا العهد. والعار لمن ينسى جنوده كأنهم نفايات بشرية تُمحى بالأوامر العسكرية.

Share this content:

أنا صحفي مستقل متخصص في تغطية الأحداث والقضايا الاجتماعية والسياسية في دول الساحل وأزواد. أركز على تسليط الضوء على التحديات الأمنية، حقوق الإنسان، والتنمية الاقتصادية في المنطقة. أسعى لتقديم تقارير موضوعية تعكس صوت المجتمعات المحلية وتساهم في زيادة الوعي الدولي حول القضايا الملحة التي تواجهها هذه المناطق. من خلال استخدام وسائل الإعلام التقليدية والرقمية، أعمل على توثيق التجارب الإنسانية وتعزيز الحوار حول الحلول المستدامة.

قد يعجبك