عدد المشاهدات: 184

تطور خطير في تكتيكات الجهاديين غرب مالي: هجوم دموي بطائرات انتحارية يستهدف ثكنة عسكرية قرب الحدود مع موريتانيا والسنغال

في تطور مقلق على صعيد الوضع الأمني في غرب مالي، تبنّت جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، فرع تنظيم القاعدة في الساحل، هجومًا واسع النطاق استهدف معسكرًا للجيش المالي في منطقة سانداري التابعة لولاية كايس صباح يوم السبت 17 مايو 2025، موقعًا خسائر بشرية ومادية جسيمة، ومثيرًا المخاوف من تمدد التهديد الجهادي إلى الدول المجاورة.

وبحسب بيان صادر عن مؤسسة الزلاقة، الجناح الإعلامي للجماعة، فقد أسفر الهجوم عن مقتل 7 جنود على الأقل، واغتنام كميات كبيرة من الأسلحة والمعدات، بينها 4 آليات عسكرية، و3 رشاشات دوشكا، و5 أسلحة بيكا، إضافة إلى مدافع هاون ومدفع إس بي جي، وأكثر من 18 بندقية كلاشينكوف، فضلًا عن صناديق ذخيرة وأمتعة عسكرية متنوعة. كما أكدت الجماعة تدمير 4 آليات عسكرية بينها مدرعة.

مصادر أمنية ومحلية تحدثت عن حصيلة أولية تفيد بمقتل نحو عشرة جنود، بينهم مدني واحد على الأقل، إلى جانب الاستيلاء على خمس مركبات عسكرية وتدمير أخرى بالكامل. وتشير ذات المصادر إلى أن الهجوم تميز باستخدام جديد ونوعي لطائرات بدون طيار انتحارية، وهو ما وصفه مراقبون بأنه تحول استراتيجي في قدرات الجماعات المسلحة، قد يزيد من صعوبة التصدي لها في المستقبل القريب.

شهود عيان ومصادر محلية أكدوا أن الطائرات الانتحارية كانت السبب الرئيسي في حالة الهلع التي اجتاحت صفوف الجنود الماليين داخل المعسكر، ما أدى إلى انسحابهم السريع دون مقاومة تذكر، وهو ما سهل سيطرة المهاجمين على الموقع خلال وقت وجيز.

وتقع منطقة سانداري في نقطة جغرافية استراتيجية، حيث تلامس الحدود مع كل من موريتانيا والسنغال. هذا الموقع الحساس جعل من العملية مصدر قلق متزايد في أوساط المراقبين الأمنيين، الذين يخشون من أن يكون هذا الهجوم مقدمة لموجة توسعية جديدة للنفوذ الجهادي نحو هاتين الدولتين الجارتين، في ظل تصاعد وتيرة الهجمات على طول الحدود الغربية لمالي خلال الأشهر الأخيرة.

ويأتي هذا الهجوم في وقت يعاني فيه الجيش المالي من ضغوط متزايدة على عدة جبهات، وسط انتشار واسع للجماعات المسلحة في الشمال والوسط والغرب، ورغم استعانته بمرتزقة روس من مجموعة فاغنر ومرتزقة أتراك تابعين لشركة سادات، إلا أن تلك التدخلات لم تنجح في وقف تدهور الوضع الأمني.

وفي الوقت الذي لم تصدر فيه السلطات المالية أي تعليق رسمي بشأن الحادثة، يطالب السكان المحليون في ولاية كايس بتعزيز الوجود العسكري وتوفير وسائل الحماية اللازمة، في ظل تزايد الهجمات التي تهدد حياة المدنيين وتعرض استقرار المنطقة لمزيد من الانهيار.

يُذكر أن هذا النوع من الهجمات بطائرات بدون طيار، إذا تأكد استخدامه بشكل ممنهج، قد يشكل مرحلة جديدة في الصراع المسلح بالساحل، ويفرض على الحكومات المحلية والدول الداعمة للجيش المالي مراجعة استراتيجياتها لمواجهة هذا الخطر المتجدد.

Share this content:

أنا صحفي مستقل متخصص في تغطية الأحداث والقضايا الاجتماعية والسياسية في دول الساحل وأزواد. أركز على تسليط الضوء على التحديات الأمنية، حقوق الإنسان، والتنمية الاقتصادية في المنطقة. أسعى لتقديم تقارير موضوعية تعكس صوت المجتمعات المحلية وتساهم في زيادة الوعي الدولي حول القضايا الملحة التي تواجهها هذه المناطق. من خلال استخدام وسائل الإعلام التقليدية والرقمية، أعمل على توثيق التجارب الإنسانية وتعزيز الحوار حول الحلول المستدامة.

اترك رد

قد يعجبك