عدد المشاهدات: 266

النصرة تعلن السيطرة على ثكنة عسكرية في تيلابيري و تفجير سيارة قرب بماكو وقتل 270 جندي في بوركينا فاسو

شهدت منطقة الساحل الإفريقي خلال الأيام الأخيرة تصعيدًا ملحوظًا في وتيرة الهجمات التي تشنها جماعة “النصرة”، ما يعكس تحولًا نوعيًا في استراتيجيتها العسكرية وتوسعًا في رقعة عملياتها الجغرافية. ففي سلسلة من العمليات المنسّقة، استهدفت الجماعة مواقع متعددة للجيوش النظامية في كل من مالي وبوركينا فاسو والنيجر، موقعة خسائر بشرية ومادية فادحة.

هجوم نوعي على طريق باماكو – سيغو

في صباح الخميس 15 مايو 2025، تعرضت آلية للجيش المالي لهجوم بعبوة ناسفة موجهة على الطريق الرابط بين العاصمة باماكو ومدينة سيغو، وهو طريق استراتيجي يُستخدم بشكل منتظم لنقل الإمدادات والتحركات العسكرية. الهجوم يؤشر إلى تطور في القدرات التقنية للجماعة في استخدام العبوات الموجهة، ما يشكل تهديدًا كبيرًا لتحركات الجيش المالي.

ضربات قاصمة للجيش البوركيني

من جهة أخرى، تلقت القوات المسلحة في بوركينا فاسو ضربات عنيفة خلال الأيام الأخيرة. فقد شنت “النصرة” يوم الأحد الماضي هجومًا واسعًا على ثكنة عسكرية في مدينة جيبو بمحافظة سوم، أسفر عن مقتل نحو 200 جندي، واغتنام ترسانة ضخمة من الأسلحة شملت 4 آليات عسكرية، 2 هاون، 4 رشاشات دوشكا، 9 قواذف آر بي جي، 20 رشاش بيكا، 206 بندقية كلاشنيكوف، إضافة إلى مئات المخازن وكمية كبيرة من الذخائر والدراجات النارية.

وفي هجوم آخر، لقي 60 عنصرًا من الجيش البوركيني مصرعهم في اقتحام ثكنة عسكرية ببلدة سولي في محافظة لوروم، وجرى اغتنام أسلحة ثقيلة وخفيفة ومعدات لوجستية مماثلة، مما يشير إلى تعمّد الجماعة استنزاف الجيش البوركيني واستهداف مراكزه الحيوية.

تمدد إلى النيجر

لم تقتصر عمليات “النصرة” على مالي وبوركينا فاسو، بل امتدت إلى النيجر، حيث أعلنت الجماعة سيطرتها على ثكنة عسكرية في قرية موسيباغا بولاية تيلابيري صباح الخميس 15 مايو. وتُعد هذه العملية دليلاً على توسع نطاق نفوذ الجماعة خارج الحدود التقليدية لنشاطها، ونجاحها في تجاوز الحواجز الأمنية الإقليمية.

دلالات استراتيجية

تشير هذه الهجمات إلى جملة من المؤشرات الخطيرة:

  1. ارتفاع مستوى التنسيق والتخطيط العملياتي، حيث تم تنفيذ عمليات كبيرة ومتزامنة في ثلاث دول مختلفة.
  2. تطور في نوعية الأسلحة المستخدمة، وتحديدًا في استخدام العبوات الموجهة والاستحواذ على ترسانة ضخمة من الأسلحة.
  3. توجه نحو استنزاف الجيوش المحلية عبر هجمات خاطفة تستهدف الثكنات والمواقع الحيوية وتغنم منها ما تحتاجه لاستمرار القتال.

خاتمة

يمثل التصعيد الأخير من قبل “النصرة” تحديًا حقيقيًا أمام حكومات دول الساحل، التي تجد نفسها بين فكي كماشة التهديد الأمني المتنامي وضعف البنية الدفاعية. وفي ظل غياب تنسيق إقليمي فعّال ودعم دولي كافٍ و الاكتفاء بمرتزقة فاغنر الارهابيين الذين تقتصر عملياتهم على قتل المدنيين، قد تزداد رقعة الفوضى، مما يُمهّد الطريق لتحولات أمنية خطيرة في منطقة تُعد من أكثر المناطق هشاشة في العالم.

Share this content:

أنا صحفي مستقل متخصص في تغطية الأحداث والقضايا الاجتماعية والسياسية في دول الساحل وأزواد. أركز على تسليط الضوء على التحديات الأمنية، حقوق الإنسان، والتنمية الاقتصادية في المنطقة. أسعى لتقديم تقارير موضوعية تعكس صوت المجتمعات المحلية وتساهم في زيادة الوعي الدولي حول القضايا الملحة التي تواجهها هذه المناطق. من خلال استخدام وسائل الإعلام التقليدية والرقمية، أعمل على توثيق التجارب الإنسانية وتعزيز الحوار حول الحلول المستدامة.

اترك رد

قد يعجبك