بوركينا : مقتل 28 جنديًا في هجوم دموي على نقطة عسكرية في ووربري

بوركينا : مقتل 28 جنديًا في هجوم دموي على نقطة عسكرية في ووربري

في تصعيد جديد للوضع الأمني المتدهور في بوركينا فاسو، قُتل 28 عنصرًا من قوات الجيش والميليشيات المحلية خلال هجوم مباغت شنه مقاتلون جهاديون على نقطة عسكرية في قرية ووربري التابعة لولاية ديدوغو، يوم أمس الجمعة، 25 أبريل 2025.

بوركينا فاسو – تفاصيل الهجوم والخسائر

بحسب مصادر محلية وتقارير ميدانية، نفذ المهاجمون العملية بسرعة ودقة، مما أسفر عن سقوط عدد كبير من القتلى في صفوف القوات الحكومية والميليشيات المتحالفة معها. كما تمكن المهاجمون من اغتنام 22 بندقية كلاشنيكوف، و83 مخزن ذخيرة، بالإضافة إلى 3 دراجات نارية وأمتعة عسكرية متنوعة.

هذا الهجوم الدامي يأتي ليؤكد هشاشة الوضع الأمني في المناطق الشمالية والغربية من بوركينا فاسو، التي تشهد منذ سنوات تصاعدًا في العمليات المسلحة التي تستهدف مواقع الجيش والميليشيات المحلية.

خلفية التصعيد العسكري في بوركينا فاسو

بوركينا فاسو تعيش حالة من الانفلات الأمني منذ 2015، حيث تمددت الجماعات المسلحة المرتبطة بتنظيمي القاعدة وداعش إلى مناطق واسعة من البلاد. وتُعد ولايات مثل ديدوغو وسوم ولوروم من أبرز المناطق التي تتعرض بانتظام لهجمات مشابهة.

تفاقمت الأوضاع عقب الانقلابات العسكرية المتتالية، حيث بات الجيش يعتمد بشكل متزايد على ميليشيات محلية مسلحة تعرف باسم “متطوعو الدفاع عن الوطن”، ما زاد من حدة العنف بدلًا من احتوائه.

قراءة في أبعاد الهجوم

  • الرسالة الميدانية: يهدف الهجوم إلى إظهار قدرة المهاجمين على اختراق تحصينات الجيش والميليشيات رغم التعزيزات العسكرية المكثفة.
  • انعكاسات سياسية: يزيد هذا النوع من العمليات من الضغط على الحكومة العسكرية التي تواجه انتقادات واسعة لفشلها في تأمين البلاد.
  • تأثيرات اجتماعية: تصاعد الهجمات يؤدي إلى موجات نزوح جديدة، ويزيد من معاناة السكان المحليين.

الهجمات في منطقة الساحل: نزيف لا يتوقف

الهجوم على ووربري يأتي في سياق إقليمي مضطرب، حيث سبق أن شهدت النيجر مؤخرًا مجزرة دامية في هجوم فامبيتا: 44 قتيلاً و13 جريحًا في مجزرة مروعة مما دفع الحكومة إلى إعلان حداد وطني.

كما لا ننسى الجرائم المستمرة التي ترتكبها قوات الجيش المالي ومرتزقة فاغنر الروسية، مثل المجازر المروعة في أزواد: 33 قتيلا من المدنيين خلال مجزرة للجيش المالي ومرتزقة فاغنر في كيدال والتي كشفت عنها تقارير دولية مؤخراً.

موقف المجتمع الدولي

رغم تصاعد المجازر والهجمات في منطقة الساحل، فإن استجابة المجتمع الدولي ما زالت خجولة وغير كافية، ما يطرح تساؤلات جدية حول جدية الالتزامات الدولية بمكافحة الإرهاب وحماية المدنيين.


روابط ذات صلة:


مصادر خارجية موثوقة:

للاطلاع على آخر التطورات الأمنية في بوركينا فاسو ومنطقة الساحل، يمكنك متابعة تغطية إذاعة فرنسا الدولية (RFI) للأحداث، مؤسسة النهضة الإعلامية، فرانس 24

خاتمة: مأساة بوركينا فاسو

إن استمرار الهجمات في بوركينا فاسو يعكس حجم المأساة الأمنية في منطقة الساحل، حيث يبدو أن الحلول العسكرية وحدها لم تعد كافية، بل باتت جزءًا من تعقيد الأزمة.
ويبقى المدنيون هم الضحية الكبرى في صراع لا يعرف الرحمة.

Share this content:

أنا صحفي مستقل متخصص في تغطية الأحداث والقضايا الاجتماعية والسياسية في دول الساحل وأزواد. أركز على تسليط الضوء على التحديات الأمنية، حقوق الإنسان، والتنمية الاقتصادية في المنطقة. أسعى لتقديم تقارير موضوعية تعكس صوت المجتمعات المحلية وتساهم في زيادة الوعي الدولي حول القضايا الملحة التي تواجهها هذه المناطق. من خلال استخدام وسائل الإعلام التقليدية والرقمية، أعمل على توثيق التجارب الإنسانية وتعزيز الحوار حول الحلول المستدامة.

اترك رد

قد يعجبك