تصاعد هجمات النصرة في مالي: موجة عنف مكثفة تستهدف الجيش خلال 48 ساعة

شهدت مالي موجة عنف متصاعدة خلال اليوم و الأمس (17-18 أبريل 2025)، حيث أعلنت جماعة “نصرة الإسلام والمسلمين” الجهادية تنفيذ خمس هجمات منفصلة ضد قوات الجيش المالي في ولايات متفرقة، ما يسلط الضوء على تصاعد التهديد الأمني وتوسع نطاق العمليات العسكرية للجماعات المسلحة بعيداً عن معاقلها التقليدية في الشمال.
خلاصة الهجمات خلال 48 ساعة
📍 الخميس 17 أبريل 2025
- هجوم بعبوة ناسفة على آلية عسكرية قرب مدينة يوروسو (ولاية سيكاسو).
- تفجير رتل عسكري بعبوة موجهة بين دجابلي ودوغوفري (ولاية سيغو).
- هجوم ثانٍ بقرب يوروسو (سيكاسو) باستخدام عبوة ناسفة أخرى، ما يشير إلى تركيز عملياتي على هذه المنطقة.
📍 الجمعة 18 أبريل 2025
- تفجير بوابة عسكرية عن بُعد في قرية كونا (ولاية موبتي).
- استهداف آلية عسكرية بعبوة موجهة بين دانشيلا وسيكاسو.
تحليل نمط الهجمات: توسع جغرافي وتصعيد تكتيكي
- انتشار جغرافي واسع: شملت الهجمات ثلاث ولايات هي موبتي (الوسط)، سيكاسو (الشرق)، سيغو (الجنوب)، ما يؤكد قدرة الجماعة على تنفيذ عمليات متزامنة في مناطق متباعدة.
- تكرار الاستهداف في يوروسو: الهجومان المتتاليان قرب يوروسو (شمال شرق باماكو) يشيران إلى محاولة السيطرة على محور استراتيجي يُعتبر بوابة بين الشرق والوسط.
- اعتماد على العبوات الناسفة (IEDs): تُظهر هذه الهجمات تفوق الجماعة في حرب العصابات، مع استخدام أسلوب “الضرب والاختفاء” لاستنزاف الجيش.
- استهداف تحركات القوات: التركيز على الطرق بين المدن (مثل دجابلي-دوغوفري) يكشف محاولة عزل القواعد العسكرية وتعطيل تعزيزات الجيش.
هل بدأت مرحلة حصار العاصمة باماكو؟
رغم عدم وجود هجمات مباشرة قرب باماكو، فإن استهداف المحاور المؤدية إليها (خاصةً من الشرق والوسط) قد يكون مؤشراً على:
- تطويق غير مباشر: عبر قطع طرق الإمداد وتعطيل تحركات الجيش.
- ضغط نفسي: لدفع السكان إلى فقدان الثقة في قدرة الدولة على حماية المناطق الحيوية.
- استعداد لمرحلة جديدة: إذا نجحت الجماعة في السيطرة على محوري سيكاسو وموبتي، فقد تبدأ في تقليص الحزام الأمني حول العاصمة.
التداعيات الأمنية والسياسية
- تراجع سيطرة الجيش المالي: خاصة بعد انسحاب قوات “برخان” الفرنسية واعتماد مالي على شركاء جدد مثل “فاغنر”.
- تفاقم الأزمة الإنسانية: مع تزايد النزوح من المناطق الريفية إلى المدن الكبرى.
- تأثير على الاستقرار الإقليمي: قد تمتد الهجمات إلى دول الجوار (بوركينا فاسو، النيجر) في إطار تحالف جماعات الساحل.
السيناريوهات المحتملة
- الأسوأ: استمرار التوسع الجهادي نحو الجنوب وقطع طريق باماكو-غاو (شريان الحياة الاقتصادي).
- الأفضل: تدخل دولي أو إقليمي عاجل لدعم الجيش المالي، لكن هذا يبدو غير مرجح في الظروف الحالية.
خاتمة: هل تفقد مالي السيطرة؟
الهجمات الأخيرة تؤكد أن الجماعات الجهادية لم تعد تُقاتل فقط في الصحراء، بل انتقلت إلى حرب الطرق والمدن الثانوية. بدون استراتيجية شاملة تجمع بين الحل العسكري والمصالحة المجتمعية، قد تدخل مالي في دوامة عنف أشبه بالحرب الأهلية. السؤال الآن: هل يمكن لباماكو أن تتحول إلى “صنعاء جديدة” – عاصمة محاصرة بيد جماعات مسلحة؟ الوقت كفيل بالإجابة، لكن المؤشرات حتى الآن تنذر بأسوأ.