أخبار الساحل

تصاعد الكراهية العرقية في مالي: مقتل  طارقي الحرس الوطني المالي على يد الشعب في بماكو .

الأربعاء 18 اغسطس 2024 – صوت الحق  : لقي بكاي أغ أياد، أحد عناصر الحرس الوطني المالي، حتفه اليوم على يد مجموعة من السكان في العاصمة باماكو حوالي الساعة 16:00، وذلك لمجرد أنه ينتمي إلى الطوارق. لم يأبه السكان بكونه أحد أفراد الحرس الوطني التابع للدولة، بل كان عرقه هو العامل الوحيد الذي حكم على مصيره. هذه الحادثة المؤلمة ليست سوى جزء من تصاعد التوترات العرقية في مالي، خاصة بعد الهجوم الدموي الذي شهدته باماكو أمس.

استهداف عرقي موجه

تزايدت الاعتداءات التي تستهدف الفلانيين بعد الهجوم، حيث قُتل العديد منهم وأُحرقت جثثهم، فقط بسبب انتمائهم العرقي. لم يتوقف الأمر عند القتل والحرق، بل تم اعتقال العشرات من أبناء هذه العرقية، بما في ذلك نائب إمام مسجد في حي فلاجي، والذي وُجِّهت له تهمة التواطؤ مع الجماعات الإرهابية.

ورغم أن الهجوم الذي وقع في باماكو، واستيلاء المهاجمين على المطار العسكري في سينو ومدرسة الدرك في فالدجي، كان بقيادة شخص من عرقية البامبارا، إلا أن الطوارق والعرب والفلانيين هم من يتحملون تبعات هذه الهجمات ويصبحون أهدافًا للعنف والاعتقالات التعسفية.

تصفية عرقية ممنهجة

ما يجري في مالي من أحداث متصاعدة يؤشر بوضوح إلى حملة تصفية عرقية ممنهجة ضد أبناء إقليم أزواد، ولا سيما الطوارق والعرب والفلانيين. هذه المجتمعات تتحمل عبء الكراهية المستفحلة في البلاد، حيث يُستهدف أبناؤها بشكل ممنهج، سواء من قبل السكان الغاضبين أو من خلال الاعتقالات والاتهامات بالتواطؤ مع الإرهاب.

تاريخيًا، عانت هذه المجتمعات من التهميش والتمييز، لكن الوضع اليوم يتفاقم ليتحول إلى نزاع عرقي مفتوح. الدولة التي من المفترض أن تحمي جميع مواطنيها دون تمييز، تقف مكتوفة الأيدي وحتى متواطئة في بعض الحالات، مما يفتح الباب أمام المزيد من الفوضى والانقسامات في مجتمع مالي الهش.

إلى أين تتجه مالي؟

في ظل هذا الوضع المتدهور، تبدو التساؤلات حول مستقبل مالي أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى. إذا استمر تصاعد العنف العرقي والكراهية دون تدخل حاسم، قد نجد أنفسنا أمام نزاع طويل الأمد يدمر النسيج الاجتماعي للبلاد ويزيد من معاناة المجتمعات المستهدفة.

x

صحفي مستقل

أنا صحفي مستقل متخصص في تغطية الأحداث والقضايا الاجتماعية والسياسية في دول الساحل وأزواد. أركز على تسليط الضوء على التحديات الأمنية، حقوق الإنسان، والتنمية الاقتصادية في المنطقة. أسعى لتقديم تقارير موضوعية تعكس صوت المجتمعات المحلية وتساهم في زيادة الوعي الدولي حول القضايا الملحة التي تواجهها هذه المناطق. من خلال استخدام وسائل الإعلام التقليدية والرقمية، أعمل على توثيق التجارب الإنسانية وتعزيز الحوار حول الحلول المستدامة.

مقالات ذات صلة

اترك رد

error: Content is protected !!