عدد المشاهدات:
522
تينزاواتين: غارة جوية على مدرعة مهجورة-تكتيك يائس أم استعراض للقوة في صراع أزواد المستمر؟
شهدت منطقة تينزاواتن في أزواد مؤخرًا تصاعدًا في العمليات العسكرية بين قوات “CSP DPA” والمتحالفين معهم من الأزوادين من جهة، وقوات الجيش المالي المدعومة بمرتزقة فاغنر الروسية من جهة أخرى.
وفي هذا السياق، ترددت أخبار عن غارة جوية استهدفت إحدى المدرعات التي غنمتها قوات “CSP DPA” في معركة تينزاواتين الأخيرة، حيث لم تسفر الغارة عن خسائر بشرية، ولله الحمد.
تفاصيل الغارة
وفقًا للتقارير الميدانية، فإن المدرعة التي استهدفتها الغارة كانت قد أُهملت وتم تشليحها بالكامل بعد أن تم الاستيلاء عليها في المعركة الأخيرة. لم يتبقَّ من المدرعة سوى هيكلها الفارغ، مما يشير إلى أن الغارة لم تكن ذات قيمة عسكرية حقيقية، وإنما جاءت كجزء من محاولات قوات التحالف بقيادة الجيش المالي ومرتزقة فاغنر لإضعاف معنويات “CSP DPA” والتأثير على مكاسبهم في المعركة الأخيرة.

خلفية المعركة الأخيرة
اندلعت الاشتباكات العنيفة في أواخر يوليو 2024 حول منطقة تينزاواتين، حيث تصدت قوات “CSP DPA” ببسالة لهجوم كبير شنه تحالف الجيش المالي ومرتزقة فاغنر. وبحسب بيان صادر عن هيئة الأركان العسكرية لـ “CSP DPA”، تمكنت قواتهم من تحقيق نصر حاسم ضد القوات المعادية، حيث تم القضاء على 84 من مرتزقة فاغنر و47 من الجنود الماليين. كما تم تدمير ست مدرعات وست مركبات نقل، فيما استولت “CSP DPA” على خمس مدرعات وخمس سيارات بيك آب، بالإضافة إلى مجموعة من الأسلحة الثقيلة والخفيفة.
دلالات الغارة الجوية
الغارة الجوية التي استهدفت المدرعة المهجورة تعكس عدة دلالات يمكن تحليلها في سياق النزاع القائم:
- محاولات يائسة لإضعاف “CSP DPA”: تبدو الغارة كجزء من استراتيجية متواصلة لتحالف الجيش المالي ومرتزقة فاغنر لإضعاف معنويات “CSP DPA”، خاصة بعد الخسائر الفادحة التي تكبدها التحالف في المعركة الأخيرة.
- إفلاس التكتيكات العسكرية: اختيار استهداف مركبة مدمرة ومهجورة يعكس ربما قلة الأهداف العسكرية ذات القيمة المتاحة لقوات التحالف، وهو ما قد يشير إلى حالة من الإفلاس التكتيكي.
- الاستمرار في الحرب النفسية: رغم عدم وجود خسائر بشرية، فإن التحالف يسعى عبر هذه العمليات إلى تكثيف الحرب النفسية ضد “CSP DPA”، محاولاً استنزاف قواهم المعنوية ودفعهم للتراجع عن مواقعهم.
السياق الأوسع للصراع
الصراع الحالي بين “CSP DPA” وتحالف الجيش المالي ومرتزقة فاغنر يأتي في إطار نزاع أوسع على النفوذ والسيطرة في أزواد. تسعى الطغمة الحاكمة في باماكو، بدعم من فاغنر، إلى فرض سيطرتها على المنطقة وإقصاء السكان الأصليين من الأزوادين، في مسعى لتأمين الموارد الطبيعية التي تزخر بها أزواد.
على الجانب الآخر، يؤكد “CSP DPA” التزامه بالدفاع عن حقوق الأزوادين في مواجهة محاولات التطهير العرقي والهيمنة، مشددًا على استعداده للتعاون مع جميع الشعوب والدول التي تعاني من وحشية إرهاب فاغنر.
في ظل هذه التطورات، تبقى الساحة مفتوحة على احتمالات متعددة، خاصة مع استمرار التصعيد العسكري من الطرفين. الغارة الجوية على المدرعة المهجورة، رغم عدم تأثيرها الكبير ميدانيًا، إلا أنها تعكس تواصل الصراع واستخدام كل طرف لما يمكنه من وسائل لإضعاف الآخر. ومن الواضح أن “CSP DPA” قد أصبح قوة لا يُستهان بها في المنطقة، وأن استراتيجيته العسكرية والتكتيكية تتطور بشكل ملحوظ في مواجهة تحالف قوي ومدعوم دوليًا.
Share this content:
اترك رد