عادت خدمة الإنترنت للهواتف في موريتانيا بعد انقطاع دام لمدة 22 يوماً، مسجلة بذلك أطول انقطاع منذ أكثر من سبع سنوات.
جاءت عودة الإنترنت بعد اجتماع لمجلس الوزراء، حيث أعلن وزير التحول الرقمي والابتكار وعصرنة الإدارة، محمد عبد الله لولي، أن الحكومة تأمل في “عودة خدمة الإنترنت قريباً جداً”.
أدلى الوزير بهذا التصريح خلال المؤتمر الصحفي للحكومة ظهر اليوم الثلاثاء، في رد على سؤال الصحفيين حول الموضوع.
وأكد الوزير أن انقطاع الإنترنت يعود لاعتبارات عديدة، من أهمها الاعتبارات الأمنية. كما أوضح أن قرار قطع الإنترنت مؤطر قانونياً، وأن الخسائر الاقتصادية الناتجة عنه ربما كانت ستكون أكبر لولا هذا الإجراء.
استمر حجب الإنترنت عن الهواتف المحمولة لمدة 22 يوماً، على خلفية أعمال الشغب التي أعقبت الانتخابات الرئاسية.
انقطعت خدمة الإنترنت عن الهواتف الموريتانية في منتصف ليل الثاني من يوليو، بعد احتجاجات في عدة مدن موريتانية اعتراضاً على نتائج الانتخابات الرئاسية، التي أُعلن فيها فوز الرئيس محمد ولد الغزواني بفترة رئاسية ثانية بنسبة 56.12%.
أعلنت وزارة الداخلية في اليوم التالي للاحتجاجات عن وفاة ثلاثة شبان موريتانيين داخل الحجز بعد توقيفهم من طرف الدرك في مدينة كيهيدي جنوب البلاد، وتوفي شاب رابع بعد نقله إلى المستشفى. كما أوقفت السلطات مئات المتظاهرين في مناطق مختلفة من البلاد.
بعد نحو أسبوع من قطع خدمة الإنترنت عن الهواتف، أصدرت وزارة الداخلية بياناً في 8 يوليو أكدت فيه استعادة “الوضع الأمني الطبيعي” وإطلاق سراح جميع المواطنين الذين تم توقيفهم بسبب مشاركتهم في أحداث الشغب الأخيرة في البلاد.
وأوضحت الوزارة أنه “تم التحفظ على الأجانب الذين شاركوا في هذه الأحداث، في انتظار استكمال الإجراءات القانونية المعمول بها”.
رغم مرور أسبوعين على إعلان وزارة الداخلية استعادة الأوضاع الطبيعية في البلاد وإطلاق سراح الموقوفين باستثناء الأجانب، استمر قطع خدمة الإنترنت عن الهواتف حتى عاد في يومه الثاني والعشرين.
خلال السنوات الأخيرة، شهدت موريتانيا انقطاعات متكررة لخدمة الإنترنت، أغلبها بقرار من السلطات نتيجة احتجاجات في البلاد أو بسبب أحداث أمنية، وبعضها نتيجة أعطال في الكابل البحري الذي يزوّد البلاد بالإنترنت.
تراوحت مدة هذه الانقطاعات بين سبعة أيام و19 يوماً، إلا أن الانقطاع الحالي كسر الرقم القياسي مسجلاً 21 يوماً حتى الآن.
