أزواد: فصل جديد في الصراع من أجل الاستقلال
شهدت منطقة أزواد خلال الأيام الماضية تطورات كبيرة تمثلت في إعلان ميلاد جبهة تحرير أزواد (FLA) ككيان جديد يسعى لتحقيق استقلال المنطقة عن مالي. جاء هذا الإعلان يوم السبت 30 نوفمبر 2024، ليضع حدًا لتحالف الإطار الاستراتيجي للدفاع عن شعب أزواد (CSP-DPA)، حيث تم حل المجموعات المسلحة السابقة وإعادة تشكيلها تحت لواء الجبهة الجديدة.
مطالب بالاستقلال التام
جاء تأسيس الجبهة في ظل تعقيدات متزايدة بعد انهيار اتفاق السلام لعام 2015، الذي كان يهدف إلى تحقيق لا مركزية واسعة داخل الدولة المالية. إلا أن الحكومة الانتقالية في مالي، المدعومة من مجموعة فاغنر الروسية، قد خالفت التزاماتها و غادرت الاتفاقية ، مما دفع الحركات المسلحة الموقعة على الاتفاق للعودة إلى الثورة بعد .
في حين كان الهدف السابق يتمثل في حماية المدنيين والمطالبة بوضع سياسي خاص لمنطقة أزواد، أصبحت المطالب الآن واضحة: استقلال تام وإقامة “سلطة أزواد”.
ضربة مبكرة للجبهة الجديدة
بعد ساعات فقط من إعلان تأسيس جبهة تحرير أزواد، تعرضت لضربة موجعة. شنت القوات المالية عملية عسكرية استهدفت معقل الجبهة في بلدة تنزاواتن على الحدود مع الجزائر، حيث اجتمع قادة التمرد لتأسيس الجبهة الجديدة. وأسفرت العملية، التي تضمنت ضربات بالطائرات المسيرة، عن مقتل ثمانية أشخاص ، بينهم قادة بارزون مثل فهد أغ المحمود، أحد الموقعين على وثيقة تأسيس الجبهة و قادة من المجتمع المحلي مثل شعيب الرئيس العام لقبيلة إدنان و سيدي اغ باي الأمين العام لجمعية كل أكال .
موقف الطرفين
رغم هذا الهجوم، أكدت الجبهة، عبر المتحدث باسمها محمد المولود رمضان، أن هذه الخسائر لن تثنيها عن مواصلة كفاحها. وقال إن “الثوار يسقطون وسيستمرون في النضال”.
تداعيات مستقبلية
تشير هذه التطورات إلى تصعيد خطير في الأزمة المستمرة في منطقة أزواد، حيث يزداد تعقيد المشهد بين مطالب الاستقلال وتصاعد المواجهات العسكرية. في ظل غياب الحوار، يبدو أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة من عدم الاستقرار.