بلال أغ الشريف يحذر المجالس العسكرية في الساحل ويدعو لوحدة الصف الأزوادي في مواجهة التدخلات الخارجية
في خطابه الأخير للأمة، وجه سعادة السيد بلال أغ الشريف، رئيس الإطار الإستراتيجي الدائم للدفاع عن الشعب الأزوادي تحذيراً شديد اللهجة إلى المجالس العسكرية التي تقود تحالف دول الساحل (AES). وقد حذرها من أي تدخل عشوائي قد يضر بالقوات المسلحة الأزوادية في النزاع الطويل الأمد بين أزواد ومالي، الذي يعود تاريخه إلى فترة ما قبل الاستقلال. وأكد بلال أغ الشريف في خطابه أن القضية الأزوادية ليست مسألة صراع محلي فحسب، بل هي قضية حقوقية تتعلق بحقوق غير قابلة للتصرف لشعب أزواد، الذي ناضل لعقود من أجل تقرير مصيره والاعتراف بوجوده.
ركز الرئيس في تحذيره على النيجر، داعياً إياها إلى الامتناع عن التورط في هذا النزاع المعقد، مشيراً إلى أن التدخل في هذا الصراع سيجر المنطقة إلى حالة من الفوضى يصعب الخروج منها. كما وجه انتقادات حادة للمجلس العسكري الحاكم في بوركينا فاسو، والذي قال إنه متورط بالفعل بشكل كبير في الأزمة، لا سيما من خلال عمليات القصف التي استهدفت المدنيين في المناطق المتنازع عليها. وشدد الرئيس على أن بوركينا فاسو ينبغي أن تركز على مشاكلها الداخلية وتجنب الدخول في مستنقع أزواد، حيث إن التورط في هذا النزاع قد يحمل تداعيات طويلة الأمد من الصعب التعامل معها.
وفي إطار تعزيز وحدة الصف الأزوادي، أطلق بلال أغ الشريف نداءً رسمياً إلى جميع الثوار الأزواديين، داعياً إياهم إلى رص الصفوف والبقاء متماسكين في وجه التحديات. وأكد على ضرورة الحفاظ على الوحدة الداخلية والاستعداد الكامل لتحقيق الهدف النهائي المتمثل في التحرير الكامل للأراضي الأزوادية.
وفي ختام خطابه، أعرب الرئيس عن تقديره الكبير للشهداء الأزواديين الذين سقطوا في مسيرة النضال من أجل الحرية، وخصّ بالذكر ضحايا مرتزقة مجموعة فاغنر، التي وصفها بأنها أداة في يد الحكومة المالية لقمع تطلعات الشعب الأزوادي. وقد أشاد بلال أغ الشريف بصمود هؤلاء الضحايا، مؤكداً أنهم سيظلون رمزاً للشجاعة والتضحية في سبيل قضية أزواد العادلة.
يأتي هذا الخطاب في وقت تشهد فيه المنطقة تصاعداً في التوترات الأمنية والسياسية، خاصة مع تورط قوى إقليمية ودولية في النزاع بين أزواد ومالي. ويبدو أن التحذيرات التي أطلقها بلال أغ الشريف تستهدف منع توسع النزاع وجذب قوى جديدة قد تؤدي إلى تفاقم الوضع وتعقيده أكثر.