أخبار عامة

روسيا: قوة تدعي حماية الآخرين بينما تُحتل أراضيها يوميًا

تحاول روسيا أن تظهر بمظهر القوة العظمى التي تدافع عن الدول الأخرى، بينما في الواقع تجد نفسها عاجزة عن حماية أراضيها من الهجمات المتكررة التي تتعرض لها يوميًا.

يظهر هذا التناقض بوضوح في سلسلة الأحداث الأخيرة التي تكشف عن فشل روسيا في حماية نفسها، بدءًا من الهجمات المتكررة على منشآتها النفطية الحيوية، مثل تلك التي حدثت في روستوف.

فخلال محاولات فرق الإطفاء الروسية إخماد حريق خزانات النفط الذي استمر لأكثر من ستة أيام، تعرّضت المنشأة نفسها لهجوم آخر بطائرة مسيرة أوkرانية، مما أدى إلى اندلاع حرائق أوسع نطاقًا، مما يظهر بوضوح عدم قدرة روسيا على تأمين منشآتها الحيوية.

روسيا: قوة تدعي حماية الآخرين بينما تُحتل أراضيها يوميًا

الدفاع عن الآخرين بينما تُحتل أراضيها

منذ انهيار الاتحاد السوفيتي، حاولت روسيا استعادة مكانتها كقوة عظمى على الساحة العالمية. لتحقيق هذا الهدف، اتبعت سياسة خارجية تعتمد على التدخل في الشؤون الداخلية لدول أخرى، مثل سوريا وليبيا ومالي والنيجر وبوركينا فاسو، ودعم أنظمة استبدادية في مختلف أنحاء العالم. لكنها في الوقت نفسه، تجد نفسها عاجزة عن حماية أراضيها من الهجمات المتكررة.

من الجدير بالذكر أن القوات الروسية تقف عاجزة أمام الهجمات الأوكرانية المتواصلة على منشآتها النفطية والبنية التحتية الحيوية، كما هو الحال في روستوف حيث تستمر الحرائق لأيام دون قدرة على السيطرة عليها.

هذا يعكس ضعف النظام الروسي في حماية حدوده وضمان سلامة مواطنيه، في الوقت الذي تدعي فيه الدفاع عن دول أخرى.

ازدواجية موقف روسيا

يتساءل الكثيرون عن ازدواجية الموقف الروسي؛ كيف يمكن لدولة عاجزة عن حماية نفسها أن تقدم الدعم والمساندة لدول أخرى؟ هذه السياسة تظهر تناقضاً واضحاً بين ما تدعيه روسيا من قوة وسيطرة وما يحدث فعلياً على أرض الواقع.

الهجمات اليومية التي تتعرض لها المنشآت الحيوية داخل روسيا تُظهر بوضوح أن موسكو ليست بالقوة التي تحاول تصويرها للعالم.

لماذا تصر روسيا على التدخل الخارجي؟

قد يكون أحد الأسباب وراء هذا التدخل الخارجي الروسي هو محاولة إلهاء الشعب الروسي عن المشكلات الداخلية التي تواجهها البلاد.

بدلاً من التركيز على تحسين الاقتصاد المحلي وتعزيز الأمن الداخلي، يحاول الكرملين توجيه الانتباه إلى الخارج وإثارة النزاعات الدولية.

هذه الاستراتيجية تهدف إلى تقديم روسيا كقوة عظمى على الساحة العالمية، لكن في الواقع، تكشف عن ضعف داخلي متزايد.

التداعيات الدولية

محاولة روسيا التدخل في الشؤون الداخلية لدول أخرى لم تؤدِ إلا إلى زيادة عزلتها الدولية وتفاقم الأوضاع الاقتصادية داخل البلاد.

العقوبات الدولية المفروضة على روسيا، إلى جانب الخسائر العسكرية والاقتصادية، تجعل من الصعب على موسكو الحفاظ على هذا المسار.

بينما تقف القوات الأوكرانية على أعتاب الأراضي الروسية وتوجه ضربات موجعة، يبقى السؤال: ما هي الأولويات الحقيقية لموسكو؟

استنتاج

روسيا التي تدعي الدفاع عن دول أخرى لا تستطيع في الواقع الدفاع عن نفسها. هذا التناقض يكشف عن ضعف النظام الروسي، الذي يفتقر إلى القدرة على حماية مصالحه الحيوية داخل حدوده.

مع استمرار الهجمات الأوكرانية واحتلال أجزاء من أراضيها، يتساءل العالم إلى متى يمكن لروسيا الاستمرار في هذا الدور الزائف كمدافع عن الدول الأخرى بينما تفتقر إلى القدرة على حماية نفسها.

x

صحفي مستقل

أنا صحفي مستقل متخصص في تغطية الأحداث والقضايا الاجتماعية والسياسية في دول الساحل وأزواد. أركز على تسليط الضوء على التحديات الأمنية، حقوق الإنسان، والتنمية الاقتصادية في المنطقة. أسعى لتقديم تقارير موضوعية تعكس صوت المجتمعات المحلية وتساهم في زيادة الوعي الدولي حول القضايا الملحة التي تواجهها هذه المناطق. من خلال استخدام وسائل الإعلام التقليدية والرقمية، أعمل على توثيق التجارب الإنسانية وتعزيز الحوار حول الحلول المستدامة.

مقالات ذات صلة

اترك رد

error: Content is protected !!