عدد المشاهدات:
0
مالي: مقتل وإصابة جنود ماليين خلال هجومين للنصرة في سيكاسو و كوليكورو.
أسفر هجومين تبنتهما جماعة نصرة الإسلام والمسلمين صباح الاثنين 13 أكتوبر 2025 على الجيش المالي بين مدينتي نيغلا وسوريبوغو بولاية كوليكورو، وبين كولونديبا وكاندجانا بولاية سيكاسو، عن مقتل عدد من الجنود وتؤكد التصعيد المستمر للجماعة في مناطق وسط وجنوب مالي.
تفاصيل الهجومين ومشهد المنطقة
أعلنت جماعة نصرة الإسلام والمسلمين أنها استهدفت دورية للجيش المالي بعبوة ناسفة على الطريق بين نيغلا وسوريبوغو بمحافظة كوليكورو، في عمليةٍ وصفها النشطاء بأنها جزء من استراتيجية الجماعة لتعطيل الحركة العسكرية المالية وتوجيه رسائل حول قدرتها على اختراق خطوط إمداد الجيش. أما الكمين الذي وقع بين كولونديبا وكاندجانا بولاية سيكاسو، فقد تم عبر رتل عسكري سقط في فخ محكم نصبه عناصر الجماعة، مما أدى إلى سقوط قتلى في صفوف الجيش المالي بحسب مصادر محلية وإعلامية.
تشير مصادر محلية إلى أن الجماعة كثفت من عملياتها في سبتمبر وأكتوبر، مستغلة هشاشة الوضع الأمني وانشغال الجيش المالي بحصار تنظيمات متشددة أخرى في غرب البلاد. الهجمات الأخيرة جزء من موجة أوسع طالت نقاط الجيش والشبكات المدنية وأسفر بعضها عن مقتل وأسر عناصر من القوات.
السياق الأمني والسياسي
الهجومين يندرجان في سياق التحول النوعي لاستراتيجية جماعة نصرة الإسلام والمسلمين خلال 2025، حيث توسعت من تكتيكات حرب العصابات إلى هجمات مركّزة على ثكنات وتحركات الجيش بهدف إضعاف الدولة والسيطرة على مناطق أوسع حول المدن الاستراتيجية. وتستفيد الجماعة من الانقسامات داخل الجيش المالي، وانخفاض معنويات عناصره بعد اعتقال قادة بارزين وتراجع الدعم المحلي لهم.
الجماعة، الموالية لتنظيم القاعدة، باتت تفرض حصاراً على مدن مهمة كالعاصمة باماكو، وتواصل عمليات الاختطاف والكمائن والهجمات على مقرات الجيش والفيلق الروسي، في ظل تصاعد التدهور الأمني وسيطرةها الجزئية على عدة بلدات ومدن صغيرة، وتأثير ذلك في حركة التجارة والمدنيين.
ردود الفعل المحلية والناشطين
على صفحات فيسبوك وتويتر، أبدى نشطاء محليون وصحفيون قلقهم من توسع نطاق عمليات جماعة نصرة الإسلام والمسلمين وما سببه من نزوح وأزمة إنسانية نتيجة الحصار المفروض وموجة العنف الأخيرة[4]. وأفادت مصادر ميدانية بأن الجماعة غالباً ما تعلن مسؤوليتها عن الهجمات بشكل سريع وتبث صوراً ومقاطع فيديو تؤكد إيقاع خسائر كبيرة في صفوف الجيش المالي، مستهدفة رفع معنويات عناصرها ونشر الرعب لدى العسكريين والسكان المحليين، ما أدى الى زيادة شعبيتها مقابل الجيش المالي التي يعلن إنتصارات وهمية دون تأكيد فعلي بالصور على الميدان.
خاتمة
تعكس الهجمات الأخيرة في كوليكورو وسيكاسو حجم الخطر الذي تمثله جماعة نصرة الإسلام والمسلمين في مالي، وتظهر قدرتها المتزايدة على شن عمليات معقدة من العبوات والكمائن ضد جيش يعاني من الانقسامات وهشاشة القدرات وسط غياب ردع فعّال من السلطة الانتقالية.
Share this content:
اترك رد