عدد المشاهدات: 266

كاي: هجوم على قافلة محروقات بحراسة قوات خاصة تابعة لغويتا انتهى بالاستيلاء عليها وإحراقها

شهدت ولاية كاي في مالي اليوم الثلاثاء تصعيدًا جديدًا في هجمات جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، التي كثّفت عملياتها  اليوم اليوم الثلاثاء 7 أكتوبر 2025 في إطار حصارها المفروض على طرق الإمداد الحيوية في غرب وجنوب البلاد، مما فاقم أزمة الوقود الخانقة في العاصمة بماكو وعدة مدن أخرى.

تفاصيل الهجمات الأخيرة

في مساء السابع من أكتوبر 2025، استهدفت الجماعة قافلة عسكرية تحرس شاحنات صهاريج محملة بالبنزين على الطريق بين جمارا وكولونغينغي بولاية كاي. القافلة كانت مؤمّنة من قبل قوات خاصة تابعة للرئيس الانتقالي المالي عاصمي غويتا، لكن الهجوم أدى إلى إحراق عدة شاحنات وإجبار القوات على الانسحاب بشكل سريع، تاركة المعدات والمركبات خلفها.

وفي وقت لاحق من نفس اليوم، أعلنت الجماعة تنفيذ هجومين متزامنين صباحًا:

  • تفجير عبوة ناسفة استهدف رتلاً عسكريًا بين جومالا وتورودو بولاية كاي
  • نصب كمين لرتل آخر بين جيما وجومالا، ما أدى وفق بيان الجماعة إلى خسائر في صفوف الجيش المالي بولاية كاي

أزمة الوقود وتداعيات الحصار

الهجمات التي تزامنت مع استمرار الحصار المفروض منذ سبتمبر على طرق ولاية كاي ومدينة نيورو دو ساحل، تشكل جزءًا من استراتيجية الجماعة لشل الحركة التجارية، خصوصًا إمدادات الوقود. وقد أدى ذلك إلى أزمة غير مسبوقة في بماكو، حيث تشهد محطات الوقود ازدحامًا شديدًا وندرة حادة، وسط معاناة المواطنين من ارتفاع الأسعار وصعوبة الحصول على البنزين.

اليوم وبعد عجز كامل للسلطات المالية من إدخال المحروقات وبعد أن شارف البنزين من الانتهاء بشدل كامل، وصلت مئات الصهاريج إلى العاصمة آمنة بعد أن تكفلت ساحل العاج بتأمينها لأسباب إنسانية أثناء رحلتها من أراضيها إلى بماكو، في خطوة تعكس حجم الأزمة التي فرضها الحصار على مالي ودول الجوار.

الخلفية الميدانية

خلال سبتمبر وأكتوبر، صعّدت جماعة نصرة الإسلام والمسلمين من عملياتها في ولاية كاي، مستهدفة بشكل أساسي قوافل الوقود تحت الحماية العسكرية، لإجبار السلطات على الانسحاب من عدة مناطق وقطع الإمداد عن العاصمة ومراكز المدن الكبرى. وتشير بيانات مراقبة النزاعات إلى أن مستوى العنف في المنطقة بلغ أعلى معدلاته منذ بدء تسجيل الأحداث عام 1997.

الهجمات الأخيرة، بما في ذلك عملية 14 سبتمبر التي أحرق خلالها المسلحون أكثر من 50 شاحنة وقود، تؤكد أن الجماعة اعتمدت تكتيك ضرب شرايين الاقتصاد لإضعاف السلطة السياسية والعسكرية، في ظل رد حكومي يعتمد على الضربات الجوية وزيادة الدوريات على الطرق، لكن دون نجاح ملموس في فك الحصار.

تداعيات أمنية واقتصادية

أدت هذه التطورات إلى تقويض الثقة في قدرة القوات الحكومية على تأمين طرق الإمداد، وأثارت مخاوف لدى شركات النقل والدول المجاورة من اتساع رقعة النزاع. كما تهدد هذه الأزمة بزيادة التضخم واضطراب سوق الطاقة في مالي، ما يفتح الباب أمام مزيد من التوترات الشعبية والسياسية في مرحلة حساسة من تاريخ البلاد.

Share this content:

أنا صحفي مستقل متخصص في تغطية الأحداث والقضايا الاجتماعية والسياسية في دول الساحل وأزواد. أركز على تسليط الضوء على التحديات الأمنية، حقوق الإنسان، والتنمية الاقتصادية في المنطقة. أسعى لتقديم تقارير موضوعية تعكس صوت المجتمعات المحلية وتساهم في زيادة الوعي الدولي حول القضايا الملحة التي تواجهها هذه المناطق. من خلال استخدام وسائل الإعلام التقليدية والرقمية، أعمل على توثيق التجارب الإنسانية وتعزيز الحوار حول الحلول المستدامة.

تعليق واحد

comments user
mossatenere

kidal

اترك رد

قد يعجبك

error: Content is protected !!