عدد المشاهدات: 255

مالي : النصرة تفرض شروطًا للتفاوض مع باماكو بشأن حصار الوقود

تعيش مالي منذ شهر أزمة غير مسبوقة في الوقود، بعد أن فرضت جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، التابعة لتنظيم القاعدة، حصارًا واسعًا على العاصمة باماكو وعدد من المدن الكبرى منذ مطلع شهر سبتمبر الماضي. هذا الحصار شلّ حركة النقل في البلاد، وأدى إلى توقف جزئي في الرحلات الجوية، فيما بدت السلطة العسكرية في العاصمة عاجزة عن إيجاد حلّ سوى خيار الحوار مع الجهاديين.

وفقًا لمصادر خاصة، التقى نائبان من منطقة موبتي (وسط مالي) في الرابع من أكتوبر بعناصر من كتيبة ماسينا، إحدى أبرز الكتائب التابعة للجماعة، في محاولة لبحث سبل رفع الحصار عن الوقود الذي أصاب البلاد بالشلل.

وردّ الجهاديون بوضوح على وساطة النواب، مؤكدين شرطين أساسيين لأي تفاوض محتمل:
1️⃣ تقديم طلب رسمي مكتوب من السلطة العسكرية في باماكو لبدء المفاوضات.
2️⃣ السماح ببيع الوقود علنًا في جميع القرى والمناطق الخاضعة لسيطرة الجماعة.

منذ فرض الحصار، أحرقت الجماعة مئات الشاحنات المحملة بالوقود في ولايات كاي وسيكاسو وحتى على مشارف العاصمة، ما أدى إلى انقطاع الإمدادات بشكل كامل. وأصبحت جميع الطرق المؤدية إلى باماكو تحت سيطرة الجهاديين، مما منع دخول أو خروج أي شاحنات إمداد.

النتيجة كانت شللًا شبه تامًّا في الحركة الاقتصادية والاجتماعية داخل البلاد، حيث توقفت وسائل النقل العامة والخاصة، وعاد السكان إلى استخدام العربات التي تجرها الحمير في التنقل داخل المدن.

أمام هذا الواقع، لم تجد السلطة الانقلابية برئاسة العقيد  عاصمي غويتا – الذي عين نفسه جنرالا- بُدًّا من اللجوء إلى خيار التفاوض، بعدما نفدت كميات الوقود في العاصمة والمدن الكبرى، وأصبحت مؤشرات الغضب الشعبي تتصاعد يوماً بعد يوم.

ويأتي هذا التطور بينما تشهد البلاد تدهورًا أمنيًا واقتصاديًا متسارعًا منذ انسحاب القوات الأممية والفرنسية، في ظل تمدد نفوذ الجماعات الجهادية إلى مناطق كانت حتى وقت قريب تحت سيطرة الدولة.

Share this content:

أنا صحفي مستقل متخصص في تغطية الأحداث والقضايا الاجتماعية والسياسية في دول الساحل وأزواد. أركز على تسليط الضوء على التحديات الأمنية، حقوق الإنسان، والتنمية الاقتصادية في المنطقة. أسعى لتقديم تقارير موضوعية تعكس صوت المجتمعات المحلية وتساهم في زيادة الوعي الدولي حول القضايا الملحة التي تواجهها هذه المناطق. من خلال استخدام وسائل الإعلام التقليدية والرقمية، أعمل على توثيق التجارب الإنسانية وتعزيز الحوار حول الحلول المستدامة.

اترك رد

قد يعجبك

error: Content is protected !!