عدد المشاهدات:
293
بوركينا فاسو: النصرة تعلن السيطرة على ثلاث نقاط عسكرية للجيش البوركيني بولاية كيا.
أعلنت جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، التابعة لتنظيم القاعدة في الساحل، مساء الخميس 2 أكتوبر/تشرين الأول 2025، سيطرتها على ثلاث نقاط عسكرية تابعة للجيش البوركيني في بلدة فيبوري بولاية كيا، إضافة إلى سيطرتها على نقطتين عسكريتين في دارغوي وبوكو بالولاية ذاتها.
وتأتي هذه التطورات في سياق هجمات شبه يومية تشنها الجماعة ضد مواقع الجيش والقوات الحكومية، حيث تشهد بوركينا فاسو منذ أعوام تصعيدًا غير مسبوق من حيث حدة العمليات العسكرية وعددها مقارنة بجارتيها مالي والنيجر. ويرى مراقبون أن الجماعة باتت تمتلك قدرة واسعة على الانتشار وتنفيذ هجمات منسقة ومتزامنة في مناطق متباعدة من البلاد، مما يزيد من تعقيد المشهد الأمني.
انتشار عابر للحدود
ولم تقتصر عمليات الجماعة على الداخل البوركيني، إذ سبق لمقاتليها أن نفذوا هجمات على الحدود مع مالي، على غرار الهجوم الذي استهدف الجيش المالي في منطقة بينيا أواخر سبتمبر/أيلول الفائت، حيث أكدت مصادر ميدانية أن المهاجمين قدموا من الأراضي البوركينية.
كما يُلاحظ أن بعض مقاتلي الجماعة يظهرون بزي رسمي للجيش البوركيني، في تكتيك يهدف إلى إرباك الخصوم وإطالة أمد المواجهات. وفي المقابل، نفذت عناصر من الجماعة المتمركزة في مالي هجمات داخل بوركينا فاسو، مثل عملية جباغا في مايو/أيار الماضي، حيث ظهر مقاتلوها بالزي العسكري المالي أثناء الاشتباكات.
مأزق أمني إقليمي
ويؤشر هذا التداخل في جغرافيا العمليات إلى تحول الجماعة إلى لاعب إقليمي عابر للحدود، يستفيد من هشاشة المؤسسات الأمنية وضعف التنسيق بين جيوش المنطقة. وبالنسبة للجيش البوركيني، فإن تعدد جبهات المواجهة وتكرار الخسائر في العتاد والمواقع العسكرية يزيد من الضغوط على حكومة واغادوغو التي تكافح لاحتواء التدهور الأمني.
ويُجمع محللون على أن استمرار هذا النسق التصاعدي للهجمات يهدد ليس فقط استقرار بوركينا فاسو، بل يضع مجمل منطقة الساحل أمام سيناريوهات أكثر تعقيدًا، في ظل تراجع فعالية المبادرات العسكرية الإقليمية والدولية.
Share this content:
اترك رد