عدد المشاهدات:
148
مالي: هل يفجّر شوغل كوكالا ميغا قنبلة الفساد في وجه أسيمي غويتا؟
مرحلة توتر جديدة بين “أصدقاء الأمس” تلوح في الأفق
باماكو – 5 أغسطس 2025م | 10 صفر 1447هـ
تشهد الساحة السياسية في مالي تطوراً مثيراً قد يُحدث زلزالاً داخل أروقة السلطة الانتقالية، بعد أن لوّح شوغل كوكالا ميغا، رئيس الوزراء المالي السابق، بكشف ما وصفه بـ”ملفات غسيل” تُدين أطرافاً نافذة في الحكومة الحالية بقيادة الرئيس الانتقالي العقيد أسيمي غويتا.
من رئيس للوزراء إلى خصم معلن:
تولّى شوغل كوكالا ميغا منصب رئيس وزراء مالي من 7 يونيو 2021 حتى 20 نوفمبر 2024، في واحدة من أكثر الفترات حساسية في تاريخ البلاد، عقب الانقلاب الثاني الذي أوصل العقيد غويتا إلى الحكم. وقد كان يُنظر إلى ميغا آنذاك كأحد أبرز الوجوه المدنية الداعمة للمجلس العسكري، حيث مثّل الجناح السياسي الذي تولّى الدفاع عن مشروع “السيادة الوطنية” وإنهاء التبعية لفرنسا.
لكن ومع مرور الوقت، بدأت الخلافات تظهر بين الطرفين، خاصة مع تفاقم الأزمات الأمنية والاقتصادية، وتزايد الانتقادات الداخلية والخارجية لطريقة إدارة المرحلة الانتقالية. وفي نوفمبر 2024، تمّت إقالة شوغل في خطوة وصفتها أطراف سياسية بأنها “إزاحة متعمدة لكل الأصوات المستقلة داخل السلطة”.
تهديد بكشف المستور:
في أحدث تصعيد، نقلت مصادر مقرّبة من ميغا أنه يستعد لـ”كشف ملفات فساد موثقة”، تتعلق بعمليات غسيل أموال، وتلاعب في العقود العسكرية والتجارية، وصفقات مشبوهة أُبرمت مع أطراف داخلية وخارجية خلال السنوات الثلاث الماضية، أي فترة حكم المجلس العسكري.
ووفقاً للمصادر ذاتها، فإن هذه الملفات تطال:
- عقود الشراكة مع الجانب الروسي (وخاصة مجموعة فاغنر)
- إدارة موارد الذهب والثروات الطبيعية
- اختفاء مبالغ ضخمة من التمويلات العامة
- منح صفقات لشركات غير معروفة بدون منافسة حقيقية
توقيت حساس ورسائل سياسية:
تهديدات شوغل ميغا جاءت في وقت بالغ الحساسية، حيث تواجه الحكومة الحالية ضغوطاً متزايدة بسبب:
- تأجيل الانتخابات إلى أجل غير مسمى، ما أضعف ثقة الشعب في المسار الانتقالي
- تدهور أمني متواصل في ولايات الشمال والوسط
- تقارير دولية عن انتهاكات حقوقية وعمليات قتل خارج القانون
- أزمة اقتصادية خانقة يعيشها المواطن المالي يوميًا
ويعتبر مراقبون أن تصريحات ميغا ليست مجرد تصفية حسابات، بل قد تكون تمهيدًا لإعادة تموضع سياسي في أفق المرحلة المقبلة، أو ورقة ضغط لكشف التصدعات داخل النظام الحالي.
رد فعل رسمي غائب حتى الآن:
حتى لحظة كتابة هذا التقرير، لم يصدر أي رد رسمي من القصر الرئاسي أو المتحدث باسم الحكومة على ما جاء في تصريحات رئيس الوزراء السابق. في المقابل، تحدثت أصوات محسوبة على السلطة عن أن “ميغا يبحث عن دور سياسي مفقود، ولن يتمكن من زعزعة الثقة في القيادة الحالية”.
أما أنصاره، فقد بدأوا فعليًا في الترويج لفكرة “حملة تطهير وطني”، داعين إلى مؤتمر صحفي وشيك قد يكشف عن أولى الوثائق التي بحوزته.
أصدقاء الأمس.. خصوم اليوم:
ما بين 2021 و2024، وقف شوغل ميغا وأسيمي غويتا في خندق واحد، ضد فرنسا، وضد إيكواس، وضد المعارضة الداخلية. أما اليوم، فقد تحوّل الحليف القديم إلى صوت معارض، يهدد بكشف أوراق قد تُربك المشهد بأكمله.
ويطرح هذا التحول تساؤلات جوهرية حول طبيعة الحكم الانتقالي في مالي، ومستقبل السلطة الحالية، ومدى تماسك تحالفاتها الداخلية في ظل تصاعد التحديات.
ملحوظة: إذا مضى شوغل ميغا في تهديداته ونشر وثائق موثقة، فقد يشهد المشهد المالي أكبر انقسام داخلي منذ 2021، وستكون لذلك تداعيات سياسية وقانونية وحتى أمنية كبيرة، خاصة إن شملت الاتهامات شركاء دوليين أو شركاء أمنيين للحكومة.
Share this content:
اترك رد