عدد المشاهدات:
214
لاهاي.. رئيس الجمعية الأوروبية والأفريقية للدفاع عن حقوق الإنسان يدعو لتحقيق دولي في إبادة الأزواديين
لاهاي – السبت 14 يونيو 2025
شهدت مدينة لاهاي الهولندية، عاصمة العدالة الدولية، حدثًا غير مسبوق هذا السبت، حيث نظّمت الجاليات الأزوادية المقيمة في أوروبا وأمريكا وقفة احتجاجية سلمية أمام مقر المحكمة الجنائية الدولية، تنديدًا بما وصفوه بجرائم الإبادة الجماعية والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي تُرتكب في إقليم أزواد على يد الجيش المالي ومرتزقة “فاغنر”، المعروفة حاليًا باسم “الفيلق الإفريقي”، وبمشاركة بعض أنظمة الساحل.
الوقفة، التي حظيت بحضور شخصيات بارزة وناشطين من الجاليتين الأزوادية والنيجرية، شهدت مشاركة واسعة من منظمات حقوقية ومدنية مثل “منظمة إيموهاغ الدولية” و”جمعية تضامن مع أزواد”، وتم خلالها تقديم ملف قانوني موثق يتضمن شهادات حية عن الجرائم المرتكبة بحق المدنيين، وخاصة من العرب والطوارق والفلان، منذ دخول فاغنر إلى أزواد من قبل منظمة إيموهاغ و جمعية كل أكال
لكن الكلمة التي استوقفت الحضور وأحدثت صدىً واسعًا، كانت مداخلة الحقوقي الموريتاني البارز الصديق ولد أحمد، رئيس الجمعية الأوروبية والأفريقية للدفاع عن حقوق الإنسان والنهوض به، الذي وجّه نداءً دوليًا جريئًا لإنقاذ شعب أزواد.
كلمة الصديق ولد أحمد: دعوة عاجلة أمام صمتٍ عالمي مشين
قال ولد أحمد في كلمته:
“بصفتي رئيسًا للجمعية الأوروبية والأفريقية للدفاع عن حقوق الإنسان، أطالب جميع المنظمات الحقوقية – العدل الدولية، الفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان، هيومن رايتس ووتش – بالتدخل العاجل إلى جانب الشعب الأزوادي المكافح، الذي يتعرض لإبادة جماعية مخالفة لكل القوانين الدولية.”
وأضاف:
“نطالب المحكمة الجنائية الدولية من هذا المنبر بتحمل مسؤولياتها، وفتح تحقيق عاجل في هذه الجرائم التي تهدد البشرية جمعاء. الإبادة في أزواد لا تستهدف فقط العرب والطوارق، بل تمتد إلى الفلان والسوننكي، وتتكرر بشكل مروع في بوركينا فاسو والنيجر من قبل نفس الأطراف؛ مرتزقة فاغنر والانقلابيون.”
مقارنة صادمة… ودعوة للتضامن المالي
في تصريح جريء وغير مسبوق، قال الصديق ولد أحمد:
“إن معاناة الشعب الأزوادي اليوم تفوق ما يعيشه الشعب الفلسطيني في هذه اللحظة. نحن مع حقوق الفلسطينيين وضد قتلهم، لكننا أيضًا مع شعب أزواد، لأنهم جزء منا ونحن جزء منهم.”
ودعا التجار ورجال الأعمال والفاعلين في المجتمع الموريتاني إلى إطلاق حملة تبرعات إنسانية عاجلة لدعم السكان المنكوبين في أزواد، مشيرًا إلى أن هذه المحنة “غير مسبوقة”.
رسائل للاتحادين الإفريقي والأوروبي
في ختام مداخلته، طالب ولد أحمد كلًا من الاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي بتحمل مسؤولياتهم تجاه هذا الملف الإنساني الخطير:
“نطالب الاتحاد الإفريقي بأن يتحرك فورًا لوقف هذه الإبادة الجماعية، كما نناشد المفوضية الأوروبية والبرلمان الأوروبي للقيام بتدخل عاجل وفعّال.”
وختم بالتشديد على ضرورة منح الشعب الأزوادي حقه في تقرير المصير وفقًا للاتفاقيات الدولية، كخطوة أساسية نحو العدالة والكرامة والحرية.
لحظة مفصلية في النضال الأزوادي
يرى منظمو الوقفة أن هذا التحرك يُعد سابقة نوعية في تاريخ الحركات المدنية في منطقة الساحل، ورسالة مباشرة إلى المجتمع الدولي بضرورة كسر الصمت ووقف المجازر الجارية. كما تعهدوا بمواصلة التحركات السلمية والقانونية إلى حين محاسبة الجناة ووقف معاناة الأبرياء في أزواد.
وبين الهتافات والتوثيق والشهادات، بقي صوت الصديق ولد أحمد، عاليًا وواضحًا، يختزل صرخة أزواد في زمن الصمت، ويرسم خريطة طريق نحو التضامن والمحاسبة والحرية.
Share this content:
اترك رد