عدد المشاهدات:
322
مالي: النصرة تتوعد الفيلق الإفريقي بعد إعلان انسحاب فاغنر وتدعو لإقامة حكم شرعي في مالي.
أصدرت جماعة نصرة الإسلام والمسلمين بيانًا جديدًا حمل الرقم (10)، علّقت فيه على إعلان مجموعة “فاغنر” الروسية انسحابها من مالي، بعد أكثر من ثلاث سنوات من التمركز العسكري في البلاد. البيان، الذي جاء تحت عنوان “بيان حول إعلان انسحاب مرتزقة فاغنر الروسية من مالي”, لم يخلُ من لهجة تصعيدية وتحريضية، حيث شنّ هجومًا لاذعًا على الوجود الروسي في منطقة الساحل، داعيًا إلى طرد “الغزاة” وإقامة “حكومة شرعية تحكم بكتاب الله وسنة نبيه”.
تحذير من تكرار “الوحل الأفغاني”
في بداية البيان، وجّهت الجماعة تحذيرًا شديد اللهجة إلى روسيا، مشيرة إلى أن السياسات العسكرية التي تنتهجها موسكو وميليشياتها في الساحل، تعكس تهورًا واستعلاءً، يكرر – بحسب البيان – أخطاء الحقبة السوفييتية في أفغانستان. وأضافت الجماعة أن مواصلة “ارتكاب المجازر بحق الأبرياء” لن تمر دون تبعات، مؤكدين أن العداء الشعبي للروس سيتفاقم ليتجاوز حتى العداء الموجه للغرب وحلفائه.
الدعوة إلى وحدة الشعوب وإقامة حكم إسلامي
البيان لم يكتف بالنقد السياسي والعسكري، بل انتقل إلى مستوى الدعوة الشاملة لتغيير جذري في بنية الحكم في مالي والمنطقة، داعيًا شعوب الساحل إلى التكاتف بجميع أعراقها وقبائلها وشرائحها، من أجل إقامة حكومة جديدة “شرعية”، تحكم بما وصفه البيان بـ”الكتاب والسنة”، وتستمد قوتها من الله وحده لا من تحالفات خارجية.
بوادر نصر وبشائر تصعيد
واعتبرت الجماعة أن الانسحاب الروسي هو دليل على “تقهقر العدو”، وأن “بوادر النصر تلوح في الأفق”، داعية أنصارها ومؤيديها إلى الصبر والثبات في هذه المرحلة المفصلية. وكررت الجماعة تأكيدها على أن مصير الروس سيكون كمصير أسلافهم، الذين “اندحروا من قبل”، في إشارة إلى انسحابات سابقة للقوى الأجنبية من المنطقة.
وفي لهجة دينية مشحونة، خاطب البيان المسلمين بقوله:
“فلا يكونن الروس وأعوانهم أشد محافظة على باطلهم منكم على حقكم”، مشددًا على أن النصر قادم “بقوة الله أولًا وآخرًا، ثم بجهاد أهل السواعد الطاهرة المتوضئة”.
نبرة تحريضية لا تخلو من التهديد
البيان تضمن أيضًا تلميحات واضحة إلى استمرار العمليات العسكرية للجماعة، إذ جاءت صياغته كرد مباشر على العمليات الأخيرة في شهر مايو، والتي أسفرت عن مئات القتلى من الجيش المالي وقوات فاغنر، فضلاً عن السيطرة على معسكرات ومدن استراتيجية مثل بولكسي، ديورا، وماهُو. كما أشار البيان إلى هجمات نفذتها الجماعة داخل العاصمة باماكو أو قربها، في تصعيد نوعي يعكس استراتيجية جديدة تعتمد على الوصول إلى عمق المراكز الحيوية للسلطة.
“وإننا نبشر شعوب المنطقة بظهور بوادر النصر…”، جاء في البيان، في نبرة تبشيرية تهدف إلى رفع معنويات أنصار التنظيم، واستقطاب المزيد من المؤيدين المحليين عبر توظيف خطاب عقائدي متماسك.
قراءة في السياق
يأتي هذا البيان في وقت حرج يشهد تصاعدًا في العمليات المسلحة ضد القوات المالية، وانسحابًا لافتًا لفاغنر، رغم بقاء “فيلق إفريقيا” الروسي كبديل معلن. ومع غياب حل سياسي شامل وازدياد الفجوة بين الدولة والجماعات المحلية، يبدو أن البلاد متجهة إلى مزيد من التعقيد الأمني، في ظل نزاع مفتوح على النفوذ، تختلط فيه الدوافع الأيديولوجية بالمصالح الجيوسياسية.
Share this content:
اترك رد