صوت الحق
أخبار الساحل

السيطرة على كولوكاني وتصريحات التهديد ضد الجزائر: هل تستطيع مالي مواجهة تحدياتها الداخلية قبل التطلع إلى الخارج؟

في صباح اليوم 10 أبريل 2025، أعلنت جماعة “نصرة الإسلام والمسلمين” سيطرتها على بوابة عسكرية تابعة للجيش المالي في مدينة كولوكاني بولاية كوليكورو، على بعد أميال قليلة من العاصمة باماكو. هذا الهجوم ليس الأول من نوعه، حيث شهدت العاصمة المالية وضواحيها عدة هجمات خلال السنوات الأخيرة آخر الهجمات في العاصمة المالية كان في 17 سبتمبر 2024 حيث سيطرت جماعة نصرة الاسلام والمسلمين على المطار الدولي في بماكو دمرت مدرسة عسكرية في فلاجي وسط العاصمة ما أسفر عن مئات القتلى و احراق الطائرةالرئاسية وعدد من الطائرات الاخرى ، مما يطرح تساؤلات حول قدرة النظام العسكري الحاكم على فرض الأمن الداخلي، ناهيك عن التصريحات المثيرة للجدل حول قدرته على تهديد دول الجوار، مثل الجزائر.

الهجوم على كولوكاني: إشارة إلى ضعف الأمن المالي

  • كولوكاني، القريبة من باماكو، تعتبر منطقة استراتيجية، وسقوط موقع عسكري فيها يدل على اختراق خطير للأمن المالي.
  • هذا الهجوم يأتي في سياق تصاعد هجمات الجماعات المسلحة، رغم الوجود العسكري الروسي (مرتزقة فاغنر) والدعم الدولي للنظام العسكري.
  • يذكر أن العاصمة باماكو نفسها تعرضت لهجمات متكررة، مما ينفي ادعاءات “القوة العسكرية الخارقة” التي يروج لها مؤيدو النظام.

تصريحات التهديد ضد الجزائر: بين الواقع والوهم

  • في سياق الهجوم، تصاعدت تصريحات من مؤيدي النظام العسكري المالي تزعم أن “الجيش المالي قادر على احتلال الجزائر العاصمة في 24 ساعة”، وهو ادعاء يفتقر إلى أي أساس استراتيجي أو عسكري.
  • الواقع يشير إلى أن الجيش المالي فشل حتى في السيطرة على مناطق حدودية أساسية مثل تينزواتين (على الحدود الجزائرية)، والتي تخضع لسيطرة القوات الأزوادية.
  • في يوليو 2024، خسر الجيش المالي ومرتزقة فاغنر 84 روسيًا و47 جنديًا ماليًا في محاولة فاشلة للسيطرة على تينزواتين، حيث تم تدمير قواتهم بالكامل وأسر الناجين.

تينزواتين: المقبرة العسكرية للطموح المالي

  • تينزواتين ليست مجرد نقطة حدودية، بل أصبحت رمزًا لفشل التوسع العسكري المالي.
  • القوات الأزوادية (الحركات الانفصالية في شمال مالي) تمكنت من صد جميع الهجمات، مما يجعل فكرة التقدم نحو الجزائر مستحيلة عمليًا دون السيطرة أولًا على هذه المناطق.
  • الخسائر الروسية والمالية في تينزواتين تثبت أن القوة العسكرية المالية تعتمد على مرتزقة غير مستقرين، بينما الجزائر تملك جيشًا نظاميًا مدعومًا باقتصاد وتصنيع عسكري مستقر.

الخاتمة: التحديات الداخلية أولًا

بدلًا من التباهي بقدرات وهمية، يتوجب على النظام العسكري في مالي معالجة أزماته الأمنية والاقتصادية الداخلية، والتي تجعل حتى العاصمة باماكو غير آمنة. التصريحات الاستفزازية لن تحرر شبرًا واحدًا من الأراضي المالية، بل ستزيد من عزلتها إقليميًا ودوليًا.

الجزائر، بتاريخها وجيشها وشعبها، ليست هدفًا سهلًا لأي مغامرة عسكرية… والتاريخ شاهد على ذلك.

صحفي مستقل

أنا صحفي مستقل متخصص في تغطية الأحداث والقضايا الاجتماعية والسياسية في دول الساحل وأزواد. أركز على تسليط الضوء على التحديات الأمنية، حقوق الإنسان، والتنمية الاقتصادية في المنطقة. أسعى لتقديم تقارير موضوعية تعكس صوت المجتمعات المحلية وتساهم في زيادة الوعي الدولي حول القضايا الملحة التي تواجهها هذه المناطق. من خلال استخدام وسائل الإعلام التقليدية والرقمية، أعمل على توثيق التجارب الإنسانية وتعزيز الحوار حول الحلول المستدامة.

مقالات ذات صلة

اترك رد

Slide Up
x