صوت الحق
أخبار أزواد

القوات المسلحة المالية: إرهاب منظم يستهدف المدنيين ومصادر رزقهم في أزواد

في واقعة جديدة تفضح جرائم القوات المسلحة المالية (فاما) ضد المدنيين في منطقة أزواد، تعرضت شاحنتان محملتان بالملح، تخصان التاجر المعروف الشيخنا محمد الأمين الأرواني، للقصف من قبل هذه القوات. الحادثة، التي وقعت في 13 مارس 2025، ليست سوى حلقة أخرى في سلسلة طويلة من الانتهاكات التي تستهدف المدنيين العزل وممتلكاتهم دون أي مبرر عسكري أو أخلاقي.

وزعمت القوات المسلحة المالية في بيان لها أن الشاحنتين كانتا محملتين “بلوجستيات الإرهابيين، بما في ذلك معدات حربية”، وأن العملية تمت على بعد 52 كيلومترًا جنوب شرق أغورغوت في منطقة تاوودينيت. لكن هذه الرواية سرعان ما انكشف زيفها، حيث أثبتت الوقائع أن الشاحنتين كانتا تحملان ملحًا فقط، وهو مصدر رزق أساسي للمجتمعات المحلية الفقيرة في المنطقة.

استهداف مصادر الرزق: جريمة مزدوجة

ملح تودني، الذي يتم استخراجه ونقله بشق الأنفس، يعد أحد أهم الموارد الاقتصادية للمواطنين في أزواد. تدمير شاحنتين محملتين بهذا الملح ليس مجرد عمل تخريبي، بل هو ضربة موجعة لاقتصاد هش يعتمد عليه عشرات العائلات في تأمين قوت يومهم. هذه الجريمة لا تحرم الناس من مصدر دخلهم فحسب، بل تزيد من معاناتهم في منطقة تعاني بالفعل من الفقر والحرمان.

ذرائع واهية وكذب مُفضَح

الأمر الأكثر إثارة للاستياء هو الذرائع الواهية التي تقدمها القوات المسلحة المالية لتبرير أفعالها. فبعد تدمير الشاحنتين، زعمت أنها امتنعت عن قصف شاحنة أخرى في منطقة الغاطرة بسبب وجود مدنيين تحت خيمة قريبة. هذا الادعاء يثير السخرية، فمنذ متى وهذه القوات تهتم بحياة المدنيين؟ تاريخها الطويل في استهداف المدنيين وتدمير ممتلكاتهم يثبت العكس تمامًا.

القوات المسلحة المالية: خطر حقيقي على أزواد

القوات المسلحة المالية، التي يفترض أن تكون حامية للأمن والاستقرار، تحولت إلى عصابة إرهابية تستهدف المدنيين العزل وتنشر الخوف والدمار في كل مكان تصل إليه. هذه القوات لم تعد تمثل أي مصداقية، بل أصبحت مصدرًا رئيسيًا للخطر على حياة وممتلكات المواطنين في أزواد.

نداء للضمير العالمي

يتعين على المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية التدخل بشكل عاجل للتحقيق في هذه الجرائم ومحاسبة المسؤولين عنها. لا يمكن السماح باستمرار هذه الانتهاكات التي تستهدف أبسط حقوق الإنسان، وهي الحق في الحياة والعيش الكريم. أبناء أزواد يستحقون حياة آمنة وحقوقهم كاملة، بعيدًا عن بطش القوات التي يفترض أن تحميهم.

في الختام، تدمير شاحنتي الملح ليس مجرد حادثة عابرة، بل هو نموذج صارخ لسياسة القمع والاستهداف الممنهج التي تمارسها القوات المسلحة المالية ضد المدنيين في أزواد. حان الوقت لكشف هذه الجرائم ووضع حد لإفلات مرتكبيها من العقاب.

Slide Up
x

صحفي مستقل

أنا صحفي مستقل متخصص في تغطية الأحداث والقضايا الاجتماعية والسياسية في دول الساحل وأزواد. أركز على تسليط الضوء على التحديات الأمنية، حقوق الإنسان، والتنمية الاقتصادية في المنطقة. أسعى لتقديم تقارير موضوعية تعكس صوت المجتمعات المحلية وتساهم في زيادة الوعي الدولي حول القضايا الملحة التي تواجهها هذه المناطق. من خلال استخدام وسائل الإعلام التقليدية والرقمية، أعمل على توثيق التجارب الإنسانية وتعزيز الحوار حول الحلول المستدامة.

مقالات ذات صلة

اترك رد

error: Content is protected !!