صوت الحق
أخبار الساحل

بانكاس: اختطاف حافلة نقل مع العشرات من ركابها من قبل كتيبة ماسينا.

في ظل الأحداث المأساوية التي تشهدها منطقة بانكاس في مالي، يتصاعد القلق بشأن سلامة المواطنين الذين يعبرون محور بانكاس-باندياغارا، خاصة عند جسر بارو-سونغوبيا. في الحادي عشر من مارس 2025، تعرضت حافلة تابعة لشركة “Air Bankass” للاعتراض من قبل مجموعة من المسلحين الجهاديين، مما أدى إلى اختطاف عشرات الركاب، بينما تم إطلاق سراح النساء والأطفال. هذا الحادث ليس الأول من نوعه، بل هو حلقة جديدة في سلسلة من عمليات الخطف التي طالت العديد من الشركات والمواطنين على مدى السنوات الأربع الماضية.

جسر بارو-سونغوبيا: نقطة ساخنة للاختطافات

جسر بارو-سونغوبيا، الذي يربط بين مدينتي بانكاس وباندياغارا، أصبح نقطة ساخنة للعمليات الإرهابية والاختطافات. منذ عام 2021، تعرضت عدة حافلات لاعتراضات مسلحة، وتم اختطاف عشرات الركاب الذين ما زال مصيرهم مجهولًا. من بين هؤلاء، ركاب شركة “Ogoyara” الذين اختُطفوا في نوفمبر 2021، وركاب شركات “Air Kodio” و”Air Konan” و”Kilimandjaro” الذين اختُطفوا في سبتمبر 2024. هذه الأحداث المتكررة تثير تساؤلات حول فاعلية الإجراءات الأمنية في المنطقة.

نداء الحركة الوطنية للوحدة والحفاظ على دائرة بانكاس

الحركة الوطنية للوحدة والحفاظ على دائرة بانكاس (MPUSCB) أعربت عن حزنها وصدمتها إزاء هذه الأحداث، ودعت السلطات الانتقالية في مالي، وخاصة الرئيس، إلى التدخل الشخصي لضمان الإفراج عن جميع الرهائن الذين ما زالوا في أيدي الخاطفين. كما أكدت الحركة على ضرورة تأمين محور بانكاس-باندياغارا، خاصة عند جسر بارو-سونغوبيا، الذي أصبح رمزًا للخطر وعدم الاستقرار.

تأثير الأزمة على السكان المحليين

تؤثر هذه الأزمة بشكل كبير على حياة السكان المحليين الذين يعتمدون على هذا المحور للتنقل بين المدن. الخوف من الاختطاف والاعتداءات جعل العديد من المواطنين يترددون في السفر، مما أثر على الحركة الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة. بالإضافة إلى ذلك، فإن استمرار هذه الأحداث دون حلول جذرية يزيد من شعور السكان بالإهمال وعدم الاكتراث من قبل السلطات.

الحاجة إلى إجراءات عاجلة

من الواضح أن الوضع يتطلب إجراءات عاجلة وفعالة من قبل الحكومة المالية والجهات الأمنية. يجب تعزيز الوجود الأمني في المنطقة، وتوفير الحماية اللازمة للمواطنين الذين يعبرون المحور. كما أن هناك حاجة إلى تعاون دولي لمكافحة الجماعات الإرهابية التي تعمل في المنطقة، ودعم جهود الحكومة المالية في استعادة الأمن والاستقرار.

خاتمة

أزمة الخطف المتكررة في منطقة بانكاس ليست مجرد قضية أمنية، بل هي قضية إنسانية تمس حياة عشرات العائلات التي تنتظر عودة أحبائها. نداء الحركة الوطنية للوحدة والحفاظ على دائرة بانكاس يجب أن يجد صدى لدى السلطات المالية والمجتمع الدولي. تأمين محور بانكاس-باندياغارا ليس فقط واجبًا أمنيًا، بل هو واجب أخلاقي لضمان حق المواطنين في العيش بحرية وأمان.

صحفي مستقل

أنا صحفي مستقل متخصص في تغطية الأحداث والقضايا الاجتماعية والسياسية في دول الساحل وأزواد. أركز على تسليط الضوء على التحديات الأمنية، حقوق الإنسان، والتنمية الاقتصادية في المنطقة. أسعى لتقديم تقارير موضوعية تعكس صوت المجتمعات المحلية وتساهم في زيادة الوعي الدولي حول القضايا الملحة التي تواجهها هذه المناطق. من خلال استخدام وسائل الإعلام التقليدية والرقمية، أعمل على توثيق التجارب الإنسانية وتعزيز الحوار حول الحلول المستدامة.

مقالات ذات صلة

اترك رد

Slide Up
x