بعد إحباط المخابرات الأزوادية لصفقة تبادل رهائن بين داعش وعصابة مسلحة…داعش تختطف ممرض في تيرا

تيرا، النيجر – 20 يناير 2025

تصاعدت حدة التوتر الأمني في منطقة الساحل بعد سلسلة من عمليات الاختطاف التي نفذها تنظيم الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى (EIGS)، آخرها اختطاف ممرض، وهو عضو في المكتب الإقليمي لنقابة الوكلاء الصحيين والعمل الاجتماعي (SUSAS) في تيرا، على بعد حوالي 25 كيلومترًا من المدينة الواقعة في منطقة تيلابيري.

سلسلة اختطافات تضرب المنطقة

جاءت هذه الحادثة بعد أيام من اختطاف التنظيم نفسه لمواطنة نمساوية مسنة في مدينة أغاديز بالنيجر، تلاها حادث آخر في تمنغست، جنوب الجزائر، حيث تمكنت جماعة مسلحة من اختطاف رهينة إسباني يُدعى نافارو جيان يوم 14 يناير الجاري.

إلا أن عملية الاختطاف الأخيرة شهدت تطورًا غير متوقع، حيث تمكنت المخابرات الأزوادية يوم الاثنين من إحباط صفقة تبادل كانت مقررة بين تنظيم داعش والعصابة التي نفذت الاختطاف. ووفقًا لمصادر أمنية، كانت العصابة تستعد لتسليم الرهينة الإسباني للتنظيم الإرهابي مقابل مبلغ يتراوح بين 100 إلى 250 مليون فرنك غرب أفريقي (سيفا)، في صفقة يُعتقد أن أطرافًا متواطئة مع السلطات المالية كانت جزءًا منها.

إحباط الصفقة وتحرير الرهينة

قامت قوات المخابرات الأزوادية بعملية نوعية تمكنت خلالها من تحرير الرهينة الإسباني قبل أن يتم تسليمه لتنظيم داعش، مما أفشل الصفقة بالكامل. ويُعد هذا التدخل بمثابة ضربة قوية لشبكات الاختطاف والاتجار بالرهائن التي تنشط في المنطقة، والتي غالبًا ما تستخدم المختطفين كورقة ضغط سياسية أو كمصدر تمويل عبر الفدية.

تداعيات أمنية وسياسية

تسلط هذه الأحداث الضوء على التدهور الأمني الخطير في منطقة الساحل، حيث أصبحت عمليات الاختطاف وسيلة رئيسية لتمويل الجماعات الإرهابية والعصابات الإجرامية. كما تثير العملية الأخيرة تساؤلات حول مدى تورط جهات محلية في تسهيل هذه العمليات، خصوصًا مع ورود تقارير عن تنسيق بين العصابات المسلحة وبعض الفصائل الأمنية في مالي.

في الوقت الذي تواصل فيه الجماعات الإرهابية تعزيز نفوذها عبر الحدود، يبدو أن نجاح المخابرات الأزوادية في إفشال الصفقة قد يفتح الباب أمام مزيد من التحركات الأمنية الإقليمية لاحتواء خطر الاختطاف والجريمة المنظمة في الساحل وتأكيد أن إقامة دولة أزواد ليس خطرا على الأمن الاقليمي و الدولي بل سيساهم في استتباب الامن في المنطقة ويمنع من الهجرة غير الشرعية والمتجارة بالبشر .