تومبكتو : خسائر مادية وبشرية فادحة جراء غارة بطائرة مسيّرة مالية تستهدف مدنيين في زارهو
في ظل توتر متصاعد وأعمال عنف مستمرة، شهدت منطقة أزواد مأساة جديدة هزّت المشاعر. ففي ليلة الرابع إلى الخامس من يناير 2025، تعرضت شاحنتان لنقل البضائع قادمتان من الجزائر ومتجهتان إلى تمبكتو لضربة نفذتها طائرة مسيّرة تركية تابعة للسلطة العسكرية في باماكو. تأتي هذه الحادثة ضمن حملة أوسع، وُصفت بأنها سياسة الأرض المحروقة والتطهير العرقي، تستهدف السكان المدنيين والبنية الاقتصادية لمنطقة أزواد.
هجوم على أهداف مدنية
الشاحنتان، اللتان كانتا تحملان بضائع حيوية لسكان تمبكتو والمناطق المجاورة، دُمّرتا بالكامل في هذا الهجوم الوحشي. وبحسب شهود عيان، كان السائقون وركاب الشاحنتين من المدنيين العزل قد قتلوا جميعا إلا جريح واحد . يُظهر هذا الهجوم تجاهلاً صارخًا للحياة الإنسانية والقوانين الدولية التي تحكم النزاعات المسلحة.
سياسة الأرض المحروقة
منذ أشهر، تشنّ السلطة العسكرية في باماكو حملة منظمة تهدف إلى تدمير الموارد الأساسية في أزواد من خلال ضربات جوية واعتقالات تعسفية وعمليات إعدام ميدانية. ويبدو أن الهدف الأساسي من هذه الحملة هو زعزعة استقرار المنطقة وكسر صمود سكانها اقتصاديًا واجتماعيًا عبر فرض السيطرة باستخدام أساليب الترهيب.
استخدام الطائرات المسيّرة التركية، المعروفة بدقتها وكفاءتها، في عمليات تستهدف المدنيين، يثير تساؤلات خطيرة حول التواطؤ الدولي في هذه الجرائم.
دعوة عاجلة للمجتمع الدولي
يطالب سكان أزواد، بدعم من منظمات حقوق الإنسان، المجتمع الدولي بالتحرك الفوري. استهداف المدنيين بضربات الطائرات المسيّرة يُعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، ويمكن اعتباره جريمة حرب.
يجب على الهيئات الإقليمية والدولية المطالبة بإجراء تحقيقات مستقلة في هذه الحوادث وفرض عقوبات على المسؤولين عنها. إن التهاون أمام هذه الانتهاكات سيشجع السلطة العسكرية في باماكو على مواصلة جرائمها.
منطقة منهكة لكنها صامدة
رغم الهجمات المتكررة، يواصل سكان أزواد الصمود والتضامن. لكن بقاءهم يعتمد بشكل كبير على قدرة المجتمع الدولي على التدخل لحماية المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية ووقف هذه الحملة التدميرية.
إن ذاكرة ضحايا هذه الهجمات تستحق أن تُتخذ إجراءات عاجلة لضمان العدالة والأمن في المنطقة. لا بد من عدم السماح بمرور مثل هذه الجرائم دون عقاب.