صوت الحق
أخبار أزواد

النضال من أجل تقرير المصير: مقابلة حصرية مع بلال أغ الشريف، رئيس جبهة تحرير أزواد

تم اعداد المقابلة بواسطة سليمان اغ أنارا

بعد رحلة شاقة عبر الامتدادات الصحراوية الشاسعة لأزواد، حظينا بفرصة مقابلة بلال أغ الشريف، الشخصية البارزة ورئيس جبهة تحرير أزواد (FLA). في لقاء حصري، جلس بلال متواضعًا بين حراسه الشخصيين، وشاركنا القضايا العميقة التي تحرك النضال من أجل تقرير المصير لشعب أزواد والتحديات التي تواجههم في سعيهم نحو الاستقلال.

أصول الصراع: سوء فهم تاريخي

أشار بلال أغ الشريف إلى وجود سوء فهم جوهري بين الدولة المركزية في مالي وسكان أزواد منذ استقلال مالي عام 1960. وأكد أن الأزواديين لم يوافقوا أبدًا على أن يكونوا جزءًا من مالي. تاريخيًا، كانت الاتفاقات التي أعقبت الاستقلال تنص على منح أزواد استقلالية داخل كيان فدرالي يضم مالي والسنغال. ولكن، كما يدعي بلال، تم تجاهل هذا الالتزام من قبل السلطات المالية بمجرد أن ترسخت في السلطة.

وقال: “كان الأزواديون دائمًا يُعتبرون غرباء في أرضهم”، مشيرًا إلى أن إنكار خصوصيتهم الثقافية والسياسية هو جذر الصراع. وأوضح أن الوساطات الدولية تميل إلى التركيز على الجوانب الاقتصادية والأمنية، دون أن تعترف بالمطلب السياسي الأساسي المتعلق بحق تقرير المصير.

نضال متجذر في التاريخ

يرى بلال أغ الشريف أن أزواد ليست كيانًا حديث الولادة، بل حضارة قديمة ذات أسس قوية. وتشهد مراكز تاريخية مثل تمبكتو والكونفدراليات التقليدية كالإويلمدن على هذه الغنى الثقافي. وأكد قائلاً: “لطالما كان أزواد ملتقى للتبادل الثقافي والتجاري. هدفنا هو استعادة هذا الاستقرار والتألق.”

لكن التحديات عديدة، أبرزها الضغط العسكري من الجيش المالي المدعوم بقوى خارجية مثل مجموعة فاغنر. كما أن الانقسامات الداخلية أضعفت النضال في الماضي. ومع ذلك، فإن الاندماج الأخير للحركات تحت راية جبهة تحرير أزواد يمثل خطوة حاسمة لتوحيد الأزواديين تحت قيادة مشتركة.

مستقبل أزواد: الاستقلال والمرونة

وفقًا لبلال أغ الشريف، فإن النضال من أجل أزواد لا يقتصر على مطلب إقليمي، بل هو تجسيد لسعي لتحقيق العدالة والكرامة والاعتراف لشعب مهمّش لعقود. تطمح جبهة تحرير أزواد إلى تحويل أزواد إلى منطقة مزدهرة ومستقلة تستفيد من مواردها الطبيعية الهائلة – الذهب، النفط، والطاقة الشمسية – لبناء اقتصاد مستدام. وأكد بلال أن هذا التحول لن يفيد أزواد فقط، بل سيسهم أيضًا في استقرار وأمن المنطقة بأكملها.

تحدي القوى الخارجية

يشكل تورط مرتزقة أجانب، مثل مجموعة فاغنر، تعقيدًا إضافيًا للصراع. ويرى بلال أن هذه القوات ليست سوى أدوات لنظام مالي ضعيف. وقال: “ليس لدينا سوى هذا الوطن، وليس لدينا مكان آخر نذهب إليه”، مشددًا على عزم الشعب الأزوادي على الدفاع عن حقه في العيش على أرضه.

نضال وحيد لكن حاسم

على الرغم من غياب دعم خارجي كبير، يظل بلال أغ الشريف واثقًا في قدرة شعبه. وأكد قائلاً: “لم نعتمد يومًا إلا على أنفسنا.” هذه الصمود، مع التنظيم العسكري والسياسي المعزز، هو جوهر استراتيجيتهم.

الخاتمة: ثورة في طريقها للإنجاز

يعتبر بلال أغ الشريف أن نضال أزواد ليس تمردًا بل ثورة. ثورة من أجل الهوية والثقافة والكرامة. ودعا المجتمع الدولي إلى فهم واقع الشعب الأزوادي ودعم حقه المشروع في تقرير مصيره.

من خلال كلماته، تتجلى عمق الظلم الذي يشعر به الأزواديون، وكذلك الأمل في مستقبل يمكن أن يستعيد فيه أزواد مكانته الشرعية في تاريخ وجغرافيا منطقة الساحل.

Slide Up
x

صحفي مستقل

أنا صحفي مستقل متخصص في تغطية الأحداث والقضايا الاجتماعية والسياسية في دول الساحل وأزواد. أركز على تسليط الضوء على التحديات الأمنية، حقوق الإنسان، والتنمية الاقتصادية في المنطقة. أسعى لتقديم تقارير موضوعية تعكس صوت المجتمعات المحلية وتساهم في زيادة الوعي الدولي حول القضايا الملحة التي تواجهها هذه المناطق. من خلال استخدام وسائل الإعلام التقليدية والرقمية، أعمل على توثيق التجارب الإنسانية وتعزيز الحوار حول الحلول المستدامة.

مقالات ذات صلة

اترك رد

error: Content is protected !!