توغل النصرة داخل مدينة دوانزا: هجوم عنيف هو الأول من نوعه في 2024
شهدت مدينة دوانزا صباح يوم الثلاثاء 31 ديسمبر 2024، تطورًا خطيرًا في الصراع الدائر في مالي، حيث قامت جماعة “نصرة الإسلام والمسلمين” بشن هجوم كبير داخل المدينة. يُعد هذا التوغل بمثابة اختراق نوعي يُبرز تعاظم قوة الجماعة الجهادية ونفوذها في المنطقة.
تفاصيل الهجوم
بحسب مصادر محلية، استهدفت الجماعة مقرًا عسكريًا داخل المدينة، في عملية استمرت نحو 50 دقيقة. ورغم محاولة الجيش المالي التصدي للهجوم، إلا أن عنصر المفاجأة والتكتيكات العسكرية التي استخدمتها الجماعة جعلت المعركة صعبة على القوات الحكومية.
الهجوم خلّف خسائر كبيرة بين الجانبين، حيث أكدت المصادر سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف الجيش المالي، بينما لم تتضح بعد الأرقام الدقيقة لخسائر الجماعة. ومع انتهاء الهجوم، انسحب المهاجمون إلى خارج المدينة، تاركين وراءهم آثارًا من الدمار والذعر بين السكان.
دلالات التوغل
هذا الهجوم يُعتبر الأول من نوعه لعام 2024، حيث لم تشهد مدينة دوانزا توغلًا بهذا الحجم منذ فترة طويلة. وعلى الرغم من أن العام كان مليئًا بعمليات اغتيال متفرقة تُنفذها عناصر صغيرة مثل هجمات شخصين على دراجة نارية لاستهداف جنود والاستيلاء على أسلحتهم، إلا أن الهجوم الأخير يُشير إلى تصعيد جديد.
ويأتي هذا التوغل في وقت حساس، إذ يمثل نهاية العام واستمرارًا للتحديات الأمنية التي تواجهها مالي. وقد أثار الهجوم تساؤلات حول قدرة الجيش المالي على تأمين المدن الاستراتيجية واحتواء التهديدات المتزايدة للجماعات المسلحة.
تأثير الهجوم على الوضع الأمني
يُظهر هذا الاختراق الحاجة الملحة لتعزيز الجهود الأمنية والاستخباراتية في مالي، خاصة في المناطق التي تعاني من هشاشة أمنية مثل دوانزا. كما يسلط الضوء على التحديات التي تواجهها الحكومة المالية في التصدي لتصاعد نفوذ الجماعات المسلحة، والتي تستغل ضعف التنسيق الأمني والفراغ السياسي لتحقيق أهدافها.
خاتمة
مع استمرار التوترات في مالي، يبدو أن عام 2025 سيبدأ بتحديات أمنية كبيرة. وعلى الرغم من الجهود المحلية والدولية المبذولة لإعادة الاستقرار، فإن هجوم دوانزا يُعد تذكيرًا مؤلمًا بأن الطريق إلى السلام لا يزال طويلًا وشاقًا.