صوت الحق
أخبار الساحل

بوركينا فاسو: إشتباكات دامية بين الجهاديين تسفر عن خسائر فادحة لدى الطرفين



تستمر الاشتباكات العنيفة بين جماعة “نصرة الإسلام والمسلمين” وتنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) في ولاية دوري شمال بوركينا فاسو، حيث أعلن الجناح الإعلامي لجماعة النصرة “مؤسسة الزلاقة” عن استهداف عناصرها “مجموعة من الخوارج”، في إشارة إلى مقاتلي تنظيم داعش، مؤكدة مقتل عدد منهم في المنطقة.

خسائر فادحة للطرفين

وفقًا لمصادر محلية، تكبد الطرفان خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات خلال هذه المواجهات، مع الإشارة إلى أن تنظيم داعش تكبد خسائر أكبر، سواء من حيث العدد أو العتاد. يأتي ذلك ضمن سلسلة طويلة من الصدامات الدامية التي اندلعت بين الجماعتين في عدة مناطق داخل بوركينا فاسو ودول الساحل الأخرى.

أسباب العداء بين النصرة وداعش

على الرغم من أن الجماعتين تتشاركان الأيديولوجيا الجهادية، القائمة على تكفير الحكومات العلمانية المتحالفة مع الغرب، إلا أن الخلافات بين تنظيم القاعدة الأم وتنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا ألقت بظلالها على الفروع المحلية لهما. هذه الخلافات تعود إلى نزاعات حول الشرعية والقيادة، حيث تعتبر كل جماعة نفسها الممثل الشرعي الوحيد للجهاد العالمي.

الانعكاس المحلي لهذه الخلافات
ترتب على هذه الانقسامات تكفير متبادل بين جميع الفصائل التابعة للجماعتين في مختلف أنحاء العالم، ما أدى إلى تأجيج الصراعات بينهما، حتى في المناطق التي تواجه فيها الجماعتان أعداء مشتركين مثل الجيوش الوطنية أو الميليشيات المحلية المدعومة دوليًا.

السياق الأمني في بوركينا فاسو

تواجه بوركينا فاسو، كجزء من منطقة الساحل، تحديات أمنية كبيرة تتمثل في تصاعد النشاط الإرهابي والنزاعات المسلحة، سواء بين الجماعات الإرهابية نفسها أو مع قوات الجيش البوركيني. ومع التنافس بين النصرة وداعش على النفوذ في هذه المنطقة، يُضاف عبء جديد إلى المشهد الأمني المتدهور، ما يزيد من معاناة السكان المحليين الذين يجدون أنفسهم في وسط هذه المواجهات.

تداعيات الصراع على المنطقة

إن استمرار هذه المواجهات بين الجماعات الجهادية يزيد من تعقيد الوضع الأمني ويخلق فراغًا أمنيًا تستغله الجماعات المتناحرة لتحقيق مكاسب تكتيكية. ومع انعدام الاستقرار، تصبح المنطقة أكثر عرضة للتدخلات الخارجية واستمرار نزوح السكان، مما يعمق الأزمة الإنسانية في الساحل الإفريقي.

ختامًا، يبرز هذا الصراع الدامي بين النصرة وداعش كأحد التحديات الكبرى التي تواجه دول الساحل الإفريقي، حيث يُظهر حجم الانقسام داخل معسكر الجهاديين، ويعكس في الوقت نفسه مدى تأثير هذه الانقسامات على الأمن الإقليمي والاستقرار الداخلي للدول المتضررة.

Slide Up
x

صحفي مستقل

أنا صحفي مستقل متخصص في تغطية الأحداث والقضايا الاجتماعية والسياسية في دول الساحل وأزواد. أركز على تسليط الضوء على التحديات الأمنية، حقوق الإنسان، والتنمية الاقتصادية في المنطقة. أسعى لتقديم تقارير موضوعية تعكس صوت المجتمعات المحلية وتساهم في زيادة الوعي الدولي حول القضايا الملحة التي تواجهها هذه المناطق. من خلال استخدام وسائل الإعلام التقليدية والرقمية، أعمل على توثيق التجارب الإنسانية وتعزيز الحوار حول الحلول المستدامة.

مقالات ذات صلة

اترك رد

error: Content is protected !!