هجوم جهادي مباغت على الجيش المالي في انتهقا: يسفر عن خسائر مادية و بشرية
في تصعيد جديد للوضع الأمني المتأزم في مالي، تعرض معسكر للجيش المالي في منطقة انتهقا قرب مدينة غاو لهجوم مفاجئ نفذته جماعة جهادية. أسفر الهجوم عن مقتل جندي مالي واستيلاء المهاجمين على مركبة عسكرية، قبل انسحابهم السريع من موقع العملية. تأتي هذه الهجمات المتكررة في سياق يعكس التفوق التكتيكي للجماعات المهاجمة، التي تدرس الموقع وتستعد بدقة لتنفيذ عملياتها، بينما تفتقر القوات المالية للاستجابة الكافية في مواجهة مثل هذه التهديدات.
غياب الدعم الميداني وفشل الاستخبارات الوطنية
تتسم العمليات الإرهابية ضد مواقع الجيش المالي بعدم وصول الدعم والمساندة إلى القوات المستهدفة أثناء الهجوم. فعلى الرغم من توالي هذه الاعتداءات، يواجه الجنود الماليون مصيرهم بدون أي تعزيزات أو إمدادات، مما يجعلهم عرضة لخطر كبير في ظل مواجهة أعداء أكثر تنظيماً واستعداداً. هذا الواقع يشير إلى ضعف التنسيق والاستعداد داخل صفوف القوات المالية، فضلاً عن فشل الاستخبارات الوطنية المالية في استباق الهجمات أو توقعها، إذ لا تتوفر معلومات دقيقة تمنح الجيش فرصة للاستعداد الدفاعي المناسب.
ويحمل الفشل الاستخباراتي بعداً آخر حين ننظر إلى مؤسسة الاستخبارات الوطنية ورئيسها مديبو كوني، الذي رُقي إلى رتبة جنرال، رغم أن أداءه لا يعكس كفاءة ميدانية تُبرر هذا التكريم. كوني، الذي تعرض لانتقادات لاذعة بسبب إخفاقاته المتكررة في كشف الأنشطة الإرهابية قبل وقوعها، يرى البعض أنه لا يستحق هذه الرتبة، وأنه كان من الأجدر نزع صفة العقيد منه في ظل عدم قدرته على حماية البلاد من التهديدات المتصاعدة.
عقداء الانقلاب: التمسك بالسلطة والفشل في استعادة الأمن
يتعزز الشعور بعدم الرضا لدى الكثير من الماليين تجاه قيادات الانقلاب العسكري لعام 2020، حيث استمر خمسة من كبار العقداء الذين قادوا الانقلاب في التمسك بالسلطة، رغم عدم قدرتهم على تحقيق الاستقرار أو إحراز تقدم في مواجهة العنف المتزايد. ورغم الوعود الكثيرة، فإن قبضتهم على الحكم بقيت بدون أي مسوغ قانوني واضح، ما دفع بالمطالبات المتزايدة بنزع الرتب العسكرية عنهم نظراً لفشلهم في تحقيق الأهداف الأمنية والوطنية التي طالما تعهدوا بها.
الخاتمة
في ظل تكرار الهجمات الإرهابية، يظهر الجيش المالي عاجزاً عن حماية جنوده ومواقعه بشكل فعّال، بينما يفتقر الدعم والاستعداد المناسب. ومع غياب الاستخبارات الكفؤة والمساعدة السريعة، تبقى قوات الجيش عرضة لمزيد من الهجمات. إن فشل القيادات الأمنية والعسكرية يضع مستقبل الأمن الوطني على المحك، ويطرح تساؤلات جدية حول ضرورة تغيير جذري في المؤسسات الأمنية والعسكرية، للوصول إلى قيادة قادرة على مجابهة التحديات المتزايدة في مالي والمنطقة بأسرها.